قد نشعر بالغرابة قليلًا عندما نسمع عن سيدة مصابة بسقوط الرحم.. فنفكر في ماهية أسباب تغير مكان عضو من أعضاء الجسم وعجزه عن العودة إليه إلا بالتدخل الخارجي! عمومًا، لا تُصيب تلك المشكلة الكثير من السيدات، إلا أنها مشكلة موجودة وخطيرة وتستدعي العلاج. فما هي اسباب سقوط الرحم؟ قراءتك لهذه المقالة ستجيبك عن هذا السؤال.

تقدم العمر أم السمنة؟ تعرف على اسباب سقوط الرحم عند النساء

يشكل الرحم أهمية كبرى في جسم المراة على مدار حياتها سواء كانت فتاة صغيرة أو كانت امرأة متزوجة.

فعند بلوغ الفتاة، يبدأ دور الجهاز التناسلي في تنفيذ مهمته، فيحفز المبيض لإنتاج هرمونات الأنوثة (الإستروجين والبروجستيرون) والبويضات التي لها دور كبير في عملية الحمل والإنجاب، أما الرحم فهو المسؤول عن الدورة الشهرية للمرأة، بجانب إفراز هرمونات المبيض.

ولأن دور الرحم بالغ الأهمية، فإن إصابته بأي ضرر قد تُشكل خطرًا على مستقبل الحمل عند المرأة، ومن هنا تتضح لنا خطورة سقوط الرحم.

سقوط الرحم أحد المشاكل التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة، وفيها ينخلع الرحم من مكانه ليهبط في المهبل بعضه أو كله، ولعل استعمالنا لكلمة (ينخلع) آتٍ من حقيقة ما يحدث في هذا الوقت.

اسباب سقوط الرحم الرئيسية

خُلق الرحم مثبتًا في منطقة الحوض بعضلات وأربطة نسميها مجازًا: الدعامات.

نتيجة بعض الظروف، تفقد هذه الدعامات متانتها وصلابتها فتضعف وتصبح غير قادرة على الثبات في موضعها.

جراء ذلك ينزلق الرحم من مكانه في منطقة الحوض إلى المهبل، ويحدث ذلك بدرجات عديدة هي كالتالي:

  1. المرحلة الأولي: فيها يهبط الرحم في النصف العلوي من المهبل.
  2. المرحلة الثانية: فيها ينزل الرحم قريبًا من فتحة المهبل.
  3. المرحلة الثالثة: فيها تبرز بعض أنسجة الرحم من المهبل.
  4. المرحلة الرابعة: فيها يخرج الرحم تمامًا من المهبل.

اسباب سقوط الرحم الفرعية (عوامل الخطورة)

اسباب سقوط الرحم الفرعية هي مجموعة من العوامل المساعدة التي تُسبب ضعف العضلات والأربطة عند السيدات. ومن أبرز اسباب سقوط الرحم الفرعية (عوامل الخطورة) ما يلي:

  • تقدم العمر.
  • حدوث جرح أثناء الولادة خاصة عند ولادة التوائم أو إن كان حجم الجنين أكبر من اللازم.
  • السمنة المفرطة.
  • السعال المزمن.
  • الإمساك المزمن.
  • انخفاض مستوى هرمون الإستروجين بعد سن اليأس.
  • تكرار رفع الأجسام الثقيلة.
  • الحمل والولادة أكثر من مرة.

فإن قالت إحداهن: “لقد أنجبت بضعة مرات ومع ذلك لم أُصب بهبوط الرحم”، نخبرها بأن اسباب سقوط الرحم الفرعية تلك لا تُعَد أسبابًا نهائية للإصابة بالمرض، إنما هي تزيد من احتمالية حدوثه فقط. وعند ملاحظة وجود أي من تلك المشكلات، ينبغي على المرأة زيارة الطبيب المختص لمنع تطور المشكلة.

أعراض سقوط الرحم

إن الشعور بالأعراض التالية لهو دلالة على أن هبوط الرحم تخطى مراحله الأولى ووصل إلى مرحلة متقدمة:

  • الشعور بثقل في منطقة الحوض.
  • بروز بعضًا من أنسجة الرحم عبر المهبل.
  • وجود مشاكل في التبول مثل احتباس البول أو سلس البول.
  • عدم القدرة على التبرز لوجود صعوبات في حركة الأمعاء.
  • الإحساس وكأن الفرد جالس على كرة صغيرة أو سقوط شيء ما من المهبل.

مظاهر حياة المرأة بعد هبوط الرحم

قد لا يشكل هبوط الرحم أي مشكلات مشاكل للمرأة إن كان خفيفًا وفي مراحله الأولى، لكنه يسبب العديد من المشكلات في مراحله المتأخرة. فيما يلي نبين كيف يؤثر هبوط الرحم على محطات حياة الأنثى.

هبوط الرحم والحمل والجماع

تناولنا سابقًا اسباب سقوط الرحم واعراضه، إلا أننا لم نتطرق إلى العلاقة بين هبوط الرحم والحمل والجماع.

لا تُشَكِل المراحل الأولى من هبوط الرحم خطرًا على مستقبل الحمل والإنجاب لدى المرأة، إلا أن هبوط الرحم قد يكون سببًا في تأخر حدوث الحمل؛ فالرحم لم يعد بيئة مناسبة لاستقبال الحيوان المنوي الذي يتعرض إلى الجفاف والموت جراء اقتراب الرحم من المهبل.

هذا فيما يتعلق بهبوط الرحم ما قبل الحمل.. أما هبوط الرحم الحاصل أثناء الحمل -وهو أمر نادر الحدوث- فيسبب العديد من المضاعفات، منها:

  • الولادة المبكرة.
  • الإجهاض وفقدان الجنين.

الأمر الثاني الذي يتعلق بهبوط الرحم هو الجماع والذي يتأثر تأثيرًا كبيرًا جراء الشعور بالألم، ما يزيد من نفور المرأة تجاه العلاقة الزوجية.

هبوط الرحم والدورة الشهرية

قد يشغل ذهن بعض السيدات مدى تأثير هبوط الرحم على الدورة الشهرية لديهن، ولم يجد غالبية الأطباء أي تأثير سلبي لهبوط الرحم على الدورة الشهرية؛ فالمبايض والرحم ما زالا موجودين في الجسم كما هما ولم يتعرضا لأي استئصال.

علاج هبوط الرحم

يمكن لجميع التأثيرات السيئة السابقة أن تختفي مع علاج هبوط الرحم الذي يتضمن ثلاثة اتجاهات علاجية، وهم:

العناية بالصحة الشخصية

تُنصح السيدات ممن يمتكلن درجة طفيفة من هبوط الرحم ولا تظهر عليهن أية أعراض أخرى بتحسين نمط الحياة العام، وهو ما يحدث عن طريق:

  • ممارسة تمارين كيجيل.
  • محاولة فقدان الوزن.
  • علاج الإمساك.

الفرازج المهبلية

وهي عبارة عن جهاز مهبلي يُستعمل لدعم الرحم وإبقائه في مكانه، ويُستخدم بعد مشورة الطبيب.

التدخل الجراحي

وتتم بإحدى الطريقتين التاليتين، وهما:

  • إصلاح أنسجة الحوض الضعيفة.
  • استئصال الرحم.

أقرأي أيضا عن: علاج هبوط الرحم بعد الولاده

يُمكنك الآن حجز موعد في عيادة الدكتور طارق العزيزي، استشاري أمراض النساء والتوليد، بالتواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا.