هبوط الرحم هو إحدى المشكلات التي تُصيب السيدات في أي مرحلة عمرية، وقد يكون مصحوبًا بأعراض عند بعضهن. وعند البحث عن أسباب هذا المرض نجد البعض يَدَعون وجود رابط بين ظهور اضرار هبوط الرحم ونط الحبل أو القفز، فهل هذا الإدعاء حقيقي؟

المقصود بهبوط الرحم

ينسب إلى الرحم صفة الهبوط عندما يخرج من مكانه الطبيعي وينزل إلى الأسفل، ويحدث هذا عادة نتيجة حدوث خلل في وظيفة الأربطة وعضلات الحوض، فتصير سهلة التمدد وضعيفة ولا تقدر على دعم الرحم وتثبيته في مكانه، وهنا تظهر اضرار هبوط الرحم على المرأة.

أعراض و اضرار هبوط الرحم

يرتبط ظهور اضرار هبوط الرحم بمرحلة المرض، فالهبوط البسيط لا تصاحبه أي أعراض، بينما يؤدي الهبوط المتوسط والشديد إلى ظهور الأعراض التالية:

  1. الشعور بثقل أو شد في منطقة الحوض.
  2. بروز نسيج من المهبل.
  3. الإصابة بمشاكل في المسالك البولية مثل سلس البول أو احتباسه.
  4. صعوبة التبرز جراء خلل في حركة الأمعاء.
  5. الإحساس بسقوط شيء ما في المهبل.

ومن المثير للاهتمام أن اضرار هبوط الرحم غالبًا ما تظهر بصورة أقل حدة في وضح النهار وتسوء أثناء الليل.

لما تظهر اضرار هبوط الرحم؟ وهل للقفز ونط الحبل علاقة بحدوث ذلك؟

كما ذكرنا سابقًا.. فإن هبوط الرحم يحدث جراء حدوث خللًا في العضلات والأربطة، ولهذا الخلل أسباب عديدة، من أهمها:

  • الحمل.
  • صعوبة الولادة.
  • ولادة طفل كبير في الحجم.
  • السمنة المفرطة.
  • انخفاض مستوى هرمون الاستروجين بعد الوصول إلى سن اليأس.
  • الإصابة بالإمساك المزمن.
  • السعال المزمن أو التهاب الشعب الهوائية.
  • تكرار حمل أجسام ثقيلة.
  • الخضوع المسبق لجراحة في الحوض.
  • العامل الوراثي.

العلاقة بين اضرار هبوط الرحم والقفز ونط الحبل

قديمًا انتشرت معلومة مفادها أن القفز مضر للمرأة وقد يسبب لها هبوطًا في الرحم، لهذا كانت الأمهات تمنعن بناتهن من ممارسة هذه الألعاب.

كما رأينا سابقًا.. فإننا لم نذكر في مسببات ظهور اضرار هبوط الرحم نط الحبل أو القفز وذلك لكون ما يشيع عن وجود رابط بينهما أمرًا غير صحيحًا إذ لا توجد أي دراسات علمية تثبت ذلك، كما أن القفز يعد رياضة مفيدة للغاية ولا تسبب مثل تلك المشاكل.

ما بعد ظهور اضرار هبوط الرحم… كيف أتعامل مع هذه الأعراض؟

إن التصرف السليم عند ظهور اضرار هبوط الرحم هو زيارة الطبيب، فهو الوحيد القادر على علاج الأمر.

تشخيص وعلاج سقوط الرحم

قبل علاج سقوط الرحم لا بد من خضوع المريضة للفحص السريري الذي يتضمن عمل الأتي:

الجلوس في وضع القرفصاء: يساعد ذلك على تحديد مدى انزلاق الرحم في المهبل.
شد عضلات الحوض كما يحدث في حال الرغبة في التوقف عن اتبول: ويساهم ذلك في اختبار قوة العضلات.

وسائل علاج سقوط الرحم

يعتمد اختيار وسيلة علاج سقوط الرحم على مرحلة المرض؛ ففي المراحل البسيطة التي لا تظهر فيها أي أعراض يفضل أن تتبع المرأة التوجيهات الآتية:

  1. ممارسة تمارين كيجيل، باستمرار فهي تساهم في تقوية عضلات الحوض.
  2. علاج مشكلة الإمساك المزمنة سريعًا حتى لا يتدهور المرض.
  3. تجنب رفع الأجسام الثقيلة.
  4. علاج الكحة المزمنة.
  5. المحافظة على الوزن الطبيعي للجسم.
  6. علاج مشكلة نقص الهرمونات الحاصلة عند بلوغ سن اليأس وذلك من خلال الهرمونات البديلة.
  7. أخذ قسط من الراحة وعدم إجهاد النفس فوق طاقتها.

أما إن كانت اضرار هبوط الرحم ظاهرة والحالة متقدمة وشديدة، يلجأ الطبيب إلى إحدى الإجراءات التالية:

1- تركيب فرازج مهبلية

الفرزجة المهبلية عبارة عن حلقة بلاستيكية أو مطاطية يُدخلها الطبيب إلى المهبل حتى يدعم الرحم ويبقيه في مكانه.

2- التدخل الجراحي

إن لم تُفد الوسيلة السابقة في علاج سقوط الرحم عند المرأة صار لا بد من التدخل الجراحي، وهو ما يتم من خلال جراحتين، هما:

  • عملية إصلاح أنسجة قاع الرحم الضعيفة: تُجرى هذه العملية إما عبر المهبل او من خلال البطن، وفيها يزرع الطبيب بعضًا من الأنسجة المأخوذة من جسم المريضة أو من متبرع أو باستخدام الأنسجة الصناعية، وذلك لدعم أعضاء الحوض.
  • عملية استئصال الرحم: يزيل الطبيب الرحم من جسم المراة عندما يجد أنه لا سبيل لإصلاحه نتيجة تقدم المرض، وهي عملية آمنة على الحياة.

علاج سقوط الرحم بالأعشاب

أحيانًا قد تلجأ بعض السيدات إلى علاج سقوط الرحم لديهن بنبتة تسمى ميموسا بوديكا (Mimosa Pudica) وهي عشبة استوائية تنطوي أوراقها على نفسها عند لمسها.

قد تساعد هذه العشبة في علاج سقوط الرحم مع بداية ظهور المشكلة، إلا أن استخدامها لا يغني عن زيارة الطبيب، فهو الوحيد القادر على تشخيص المرض بدقة وتحديد الخيار العلاجي الأنسب.

ماذا يحدث إن لم اهتم بوسائل علاج سقوط الرحم؟ (عواقب إهمال العلاج)

لا شك أن العلاج يساعد على التخلص من اضرار هبوط الرحم نهائيًا من الجسم إن اُختير بعناية بما يتناسب مع حالة المريضة، ومن الراجح عند إهماله أن تظهر بعض المضاعفات على المريضة، مثل:

  • تدلي المثانة (القيلة المثانية): إن لم يعالج هبوط الرحم أصبح من المحتمل أن تصير المثانة هي الأخرى متدلية، فالنسيج الفاصل بينها وبين المهبل يضعف وتهبط في الرحم.
  • تدلي المستقيم (القيلة المستقيمية): أيضًا من الوارد أن يضعف النسيج الفاصل بين المهبل والمستقيم فيهبط المستقيم داخل المهبل.

ينصح الدكتور طارق العزيزي -استشاري أمراض النساء والتوليد- بضرورة زيارة الطبيب المتخصص عند ظهور اضرار هبوط الرحم لضمان الحصول على التشخيص الصحيح.