هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول؟ عادةً ما يتوجه ذلك السؤال إلى الدكتور طارق العزيزي من السيدات اللاتي يعتمدن على تحليل الحمل المنزلي “تحليل البول” للتأكد من وجود حمل من عدمه قُبيل زيارة الطبيب أو إجراء تحليل الدم الرقمي.

فهل يُعَد التحليل المنزلي كافياً للكشف عن الحمل؟ وهل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول أيضاً أم لا؟ دعونا نتعرف على الإجابة سوياً من خلال قراءة السطور التالية.

كيف يعمل تحليل الحمل المنزلي؟

كي نتمكن من فهم الإجابة عن سؤال “هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول أم لا؟”، يجب أن نوضح كيفية استخدام التحليل المنزلي في الكشف عن الحمل.

عند وصول البويضة إلى الحجم المناسب فإنها تخرج من المبيض لتنتقل إلى قناة فالوب كي تُخصب بواسطة الحيوانات المنوية.

في حال إخصاب البويضة فإنها تنتقل من قناة فالوب مهاجرة إلى الرحم من أجل أن تتشبث بجداره العلوي لاستكمال الحمل، وعندها يفرز جدار الرحم مجموعة من الهرمونات التي تظهر فيما بعد خلال اختبار الحمل المنزلي.

في بعض الحالات تظل البويضة المخصبة داخل قناة فالوب أو تنتقل إلى مكان آخر غير الرحم، مثل تجويف البطن أو عنق الرحم وهو ما يطلق عليه اسم الحمل خارج الرحم.

هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول؟

من خلال ما ذكرناه عن الحمل خارج الرحم في السطور السابقة، فإن البويضة المُخصبة لا تنتقل إلى الرحم، لذا فقد يعتقد البعض أن الحالات التي تعاني حملاً خارج الرحم لن تُفرز -داخل أجسامهم- هرمونات الحمل. وفي حقيقة الأمر، تُفرَز تلك الهرمونات على أي حال بغض النظر عن مكان الحمل، وبذلك يُمكن الاستدلال باستخدامها على حدوث حمل من عدمه، إلا أنها ليست طريقة مناسبة لمعرفة الحمل خارج الرحم.

لذلك على جميع السيدات الالتزام باستشارة الطبيب في حالة ظهور أياً من علامات الحمل، ومنها: الشعور بالدوار أو الإغماء، والإسهال والقيء، وعدم نزول الدورة الشهرية،
وذلك من أجل إجراء الفحص بالسونار للتأكد من وضعية الجنين داخل الرحم.

هل يُصاحب الحمل خارج الرحم أعراضاً مختلفة؟

تُلازم الزوجات اللاتي تعانين الحمل خارج الرحم أعراض الحمل الطبيعي ذاتها، بالإضافة إلى الشعور بآلام مستمرة في الحوض أو البطن، والذي قد يُصيب جانبًا واحدًا فقط، وقد يتطور الألم تدريجياً، أو قد يحدث فجأة.

ومن الوارد أيضًا حدوث النزيف المهبلي، وهو يختلف شكلًا عن الدورة الشهرية، فغالبًا ما يتغير لون الدم، كما قد يحتوي على جلطات دموية.

هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل الدم؟

يُجيب الأطباء عن سؤال “هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول؟” بلا، ومن هنا تتغير صيغة السؤال المطروح ليصبح: هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل الدم؟ تستمر الزوجات في طرح ذلك النوع من الأسئلة رغبة منهم في إيجاد طريقة يسيرة يُفرقن بها بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم.

يُستخدم تحليل الدم الرقمي في الاستدلال على الحمل من خلال قياس نسب الهرمونات المُفرزة في الدم كما هو الحال مع تحليل البول المنزلي، إلا أنه يُعطي نتائج أكثر دقة، وهو ما يعتمده الأطباء في الكشف والفحوصات.

ولعلك تتساءل الآن لماذا تهاب السيدات الحمل خارج الرحم ويسألن باستمرار عن إمكانية ظهوره عند إجراء اختبار الحمل المنزلي أو الرقمي، لذا سنتطرق فيما يلي إلى توضيح مضاعفات وخطورة الحمل خارج الرحم، وتأثيره السلبي على حياة الأم.

أعرفي المزيد عن: علامات الحمل خارج الرحم

مضاعفات الحمل خارج الرحم

لا يقتصر الغرض من سؤال “هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول أم لا؟” على رغبة النساء في معرفة حدوث الحمل فقط، بل هن يتساءلن عن ذلك خوفاً من التعرض لمضاعفات الحمل خارج الرحم التي تتضمن: تمزق أنبوبة فالوب إن كانت البويضة المخصبة مستقرة بها، أو حدوث نزيف في تجويف البطن.

متى ينفجر الحمل خارج الرحم؟

من المُتعارف عليه عدم إمكانية علاج الحمل خارج الرحم، أو استكماله بصورة طبيعية، وإجهاضه شيء لا يحتمل الشك، لكن تختلف فترة إجهاض الجنين من حالة إلى أخرى باختلاف مكان الحمل، فقد تتعرض حالات الحمل داخل أنبوبة فالوب إلى الإجهاض مبكرًا بسبب زيادة نمو الجنين وانفجار الأنبوبة.

هل يمكن الوقاية من الحمل خارج الرحم؟

في الواقع لا يوجد طريقة محددة تمكننا من تخطي احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم، إلا أنه بالإمكان وقاية أنفسنا من حدوث تلك المشكلة -بنسبة كبيرة- من خلال تلافي العوامل التي ترفع احتمالية حدوث الإصابة، وهي:

  • الإصابة بالعدوى، أو التهاب قناة فالوب.
  • المُعاناة من بطانة الرحم المهاجرة.
  • وجود عيوب خلقيّة تُغيِّر شكل الأنبوب.
  • الإصابة بالتهابات الحوض.
  • وجود ندب بسبب جراحات سابقة في البطن، أو في قناة فالوب.

يُساعد تجنب المشاكل السابقة عبر تلقي العلاج المناسب في زيادة احتمالية الحمل في الرحم، والحد من احتمالية حدوث حمل خارج الرحم.

وفي حال حدوث الحمل خارج الرحم، يجب استشارة الطبيب المُعالج حول مدة الانتظار التي تحتاج إليها الزوجة من أجل إعطاء الفرصة للقنوات والمبايض للتعافي، وعادةً ما تمتد تلك الفترة ما بين 3 إلى ستة أشهر.

هل الحمل خارج الرحم دليلاً على تكراره أكثر من مرة؟

أكثر ما يُخيف الزوجات اللاتي تعرضن إلى الحمل خارج الرحم -خاصةً في أول حمل- هو احتمالية تكرار الأمر، وعدم حصولهن على حمل طبيعي. وإلى الآن لم يتوصل الأطباء إلى نتائج علمية تُثبت ذلك، والكثير من الزوجات استطعن أن ينجبن -طبيعيًا- بعد الحمل خارج الرحم.

إلى هنا نكون قد أجبنا عن سؤال “هل يظهر الحمل خارج الرحم في تحليل البول أم لا؟”بشيء من التفصيل، سائلين الله أن يتم شهور الحمل لجميع السيدات دون مخاطر أو مضاعفات تؤثر عليهن أو على صحة الجنين.