تُصاب النساء بالقلق عند سماع مُصطلح “الرحم المقلوب“، ويعتقدن أنها حالة خطيرة قد تمنع حدوث الحمل بطريقة طبيعية.

لنستكشف معًا مدى صحة ذلك الاعتقاد، ولنوضح كلٍ من ماهية مشكلة الرحم المقلوب، وأسبابها، وكيفية اكتشافها، وطرق علاجها.

ما هو الفرق بين الرحم المقلوب والعادي؟

تتجه قمة الرحم “أعلى نُقطة فيه” نحو المثانة البولية في الحالات الطبيعية، أما في حالة “الرحم المقلوب – Reversed uterus”، تتجه قمة الرحم إلى الخلف تجاه المُستقيم بدلًا من المثانة.

الخلاصة: الرحم العادي (الطبيعي) يتجه إلى الأمام نحو المثانة البولية، بينما يتجه الرحم المقلوب إلى الخلف نحو المُستقيم (جزء من الأمعاء الغليظة).

ما هي اسباب الرحم المقلوب؟

تتمثل اسباب الرحم المقلوب في:

  • معاناة عيب خلقي منذ الولادة.
  • العوامل الوراثية.
  • الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis).
  • الإصابة بأورام ليفية في الرحم، لا سيما إن كانت عديدة وكبيرة الحجم، الأمر الذي يؤدي إلى اتجاه الرحم للخلف وتغيُّر موضعه.
  • التصاقات الرحم نتيجةَ خضوع المرأة إلى جراحاتٍ سابقة فيه.
  • حدوث حمل سابق، فالرحم يتمدد خلال فترة الحمل فينقلب ولا يعود إلى موضعه الطبيعي بعد الولادة.

كثيرًا ما تتساءل النساء: هل الرحم المقلوب حالة خطيرة تُسبب مخاطرًا صحية؟ وهل يؤثر انقلاب الرحم على فرص حدوث الحمل؟ إليكي الإجابة الكاملة في ضوء السطور القادمة، فتابعي القراءة.

العلاقة بين الرحم المقلوب والحمل

تُرى ما العلاقة بين الرحم المقلوب والحمل؟ تعتقد النساء أن انقلاب الرحم يمنع حدوث الحمل، لكنه اعتقاد خاطئ؛ فقد يحدث الحمل طبيعيًا لدى النساء المُصابات بمشكلة انقلاب الرحم، لأنَّ وضع الرحم لا يؤثر على قدرة الحيوانات المنوية فيما يتعلق بوصولها للبويضات وتخصيبها.

هل انقلاب الرحم حالة خطيرة؟

لا يُشكِّل انقلاب الرحم -عادةً- أي مضاعفات أو مخاطر صحية على المرأة، فهو مُجرد حالة يتغير فيها وضع الرحم التشريحي لدى حوالي 15% إلى 20% تقريبًا من النساء.

هل يُصاحب الرحم المقلوب أي أعراض مزعجة؟

في معظم الأحيان لا تصطحب الرحم المقلوب أي أعراض مؤرقة، وهو لا يؤثر على فرص الحمل، ولا يستدعي اتخاذ وضعية بعينها أثناء الجماع، الأمر الذي يساعد البعض على التعايش مع تلك الحالة.

وينبغي العلم أنَّ انقلاب الرحم قد يكون عَرضًا لمرض آخر يزيد من درجة انقلاب الرحم للخلف، مثل: التصاقات الحوض وبطانة الرحم المهاجرة، وفي تلك الحالات تظهر على المريضة أعراضًا مزعجةً تتمثل في:

  • درجة بسيطة من سلس البول.
  • الشعور بضغط على المثانة.
  • آلام في منطقة الحوض والمهبل أثناء الجماع.
  • ألم أسفل الظهر.
  • نزيف.
  • آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية.

هل يظهر شكل الرحم المقلوب بالسونار؟

تكتشف معظم النساء امتلاكهن رحمًا مقلوبًا بمحض الصدفة أثناء خضوعهن إلى الفحص التصويري بالسونار، لأن تلك المشكلة نادرًا ما تُصاحِبها الأعراض.

هل تحتاج جميع حالات الرحم المقلوب إلى علاج؟

تحتاج بعض حالات الرحم المقلوب المصحوبة بأعراضٍ مؤرقة للخضوع إلى عملية جراحية تهدف إلى إعادة الرحم لوضعه الطبيعي. أما في حال حدوث الحمل لدى النساء اللاتي يمتلكن رحمًا مقلوبًا، فغالبًا ما يعود الرحم إلى موضعه مع تقدُّم مراحل الحمل ونمو الجنين دون الحاجة إلى تدخل طبي.

تجربتي مع الرحم المقلوب والحمل: رواية إحدى العميلات

تقصُّ علينا إحدى العميلات اللاتي خضن تجربة مع الرحم المقلوب أثناء الحمل، موضحةً: “لم أشكو مشكلات خطيرة خلال تجربتي مع الرحم المقلوب أثناء الحمل سوى خلال الثلاثة أشهر الأولى”.

واستكملت: “شعرت ببعض الألم في الظهر خلال الفترة الأولى من الحمل، لكن مع مرور الوقت وتقدُّم عُمر حملي، أخبرني الطبيب أنَّ الرحم قد عاد إلى موضعه الطبيعي مع نمو حجم الجنين”.

ثم تابعَت: “كنتُ أعلم أن رحمي مقلوبًا قبل حدوث الحمل، فلقد خضعت إلى فحص السونار في بداية زواجي وأخبرني الطبيب بذلك”.

وأختتمت عميلتنا حديثها قائلةً: “لا أُخفيكم سرًا أنني أُصبت بالقلق وظننت أنها حالة تؤثر على فرص الحمل، لكن طبيبي طمأنني وأخبرني أنها مشكلة لا تستدعي تغيير وضعية الجماع ولا تؤثر على الإنجاب، وهو ما حدث بالفعل”.

الخلاصة في الرحم المقلوب عند النساء

عزيزتي القارئة.. تذكري:

  • الرحم المقلوب ليس مرضًا

الرحم المقلوب ليس حالة مَرَضية، بل هو مُجرد وضع تشريحي مُختلف يجعل قمة الرحم مُتجهةً نحو المُستقيم (تجاه الظهر) بدلًا من المثانة البولية.

  • انقلاب الرحم لا يؤثر على فرص الحمل

يحدث الحمل طبيعيًا لدى مُعظم النساء اللاتي يمتلكن الرحم المقلوب دون الحاجة إلى تدخلات طبية أو تغيير وضعية الجماع، وذلك لأن انقلاب الرحم لا يُعيق حركة الحيوانات المنوية أو وصولها إلى البويضات في قنوات فالوب عند الزوجة.

  • حالات نادرة فقط تستلزم العلاج

هناك حالاتٌ نادرة تستلزم الخضوع إلى علاج من أجل إعادة الرحم لوضعه التشريحي الطبيعي، وعادةً ما تكون تلك الحالات مصحوبة بأعراضٍ تؤثر سلبًا على سلامة الأعضاء التناسلية والصحة العامة للمرأة.