ماذا تعرفين عن المشيمة المتقدمة؟ تدخل المشيمة المتقدمة والمشيمة الملتصقة ضمن الحالات الطارئة التي تستدعي تدخل الطبيب الفوري، إذ أنها حالة قد تسبب مضاعفات خطيرة على حياة الأم والجنين.

في مقالنا اليوم نتعرف على ماهية المشيمة المتقدمة، وكما نوضح أسبابها وطرق علاجها.

المقصود بالمشيمة المتقدمة.. والمضاعفات المترتبة عليها

للمشيمة دورًا هامة للغاية في فترة الحمل، فهي مسرولة عن تغذية الجنين وتزويده بالأكسجين والتخلص من فضلاته.

تتكون المشيمة خلال فترة الحمل عادة في الجزء العلوي من بطانة الرحم، وهو ما يُعَد أمرًا طبيعيًا، أما الأمر غير الطبيعي هو اقتراب المشيمة من عنق الرحم فتغطيه بصورة جزئية أو كلية، وهو ما نسميه بالمشيمة المتقدمة أو المنزاحة.

تأثير المشيمة المتقدمة على الحمل

يترتب على المشيمة المتقدمة أخطار عديدة على كلٍ من الأم وجنينها، مثل:

  • انخفاض معدل نمو الجنين عن المعدل الطبيعي.
  • تمزق الأغشية المبكر، ما قد يؤدي إلى الولادة في وقت مبكر عن المتوقع.
  • نزيف شديد قد يتطلب استئصالًا للرحم والخضوع لعملية الولادة القيصرية في نفس الوقت.
  • اضطرابات تُصيب تجلط الدم.

شاهد تعريف المشيمة المتقدمة مع د/ طارق العزيزي

علامات تدل على انزياح المشيمة وتقدمها

عادة ما تظهر علامات المشيمة المتقدمة في النصف الثاني من فترة الحمل، أي في الأشهر التي تسبق الولادة، مثل الشهر الثامن، وتتضمن تلك اﻷعراض:

نزيف مهبلي حاد باللون الأحمر الفاتح، لا يصحبه الشعور بالألم.
الشعور بتشنجات أو تقلصات في الرحم.

هل يمكن التنبؤ بالمشيمة المتقدمة قبل ذلك الوقت؟

بالطبع هناك بعض السيدات اللاتي قد تظهر عليهن علامات المشيمة المتقدمة في الشهور الأولى من الحمل، وبالتالي يستطيع الطبيب علاجها قبل أن تؤثر على حملهن، إذ كلما انزاحت المشيمة في وقت متأخر وغطت جزءًا أكبر من عنق الرحم، صار من الصعب علاج المشكلة.

اسباب المشيمة المتقدمة

حتى الآن لم يتوصل الأطباء إلى سبب واضح يبين لهم لمَ تقترب المشيمة بهذا الشكل من عنق الرحم، إلا أنهم لاحظوا تكرار هذه المشكلة المرضية في بعض الحالات، وهي:

  • السيدات اللاتي أنجبن طفلًا قبل ذلك.
  • النساء اللاتي خضعن سابقًا لعملية جراحية في الرحم وتكونت ندبة لديهن، مثل: العمليات القيصرية، أو عملية إزالة أورام الرحم الحميدة.
  • من أُصيبت بالمشيمة المتقدمة من قبل.
  • الحوامل بأكثر من طفل في ذات الوقت.
  • النساء اللاتي تجاوزت أعمارهن 35.
  • السيدات المدخنات أثناء الحمل.

كيفية الكشف عن المشيمة المتقدمة

غالبًا ما يُكشف عن المشيمة المتقدمة بواسطة الموجات فوق الصوتية، فالطبيب قد يُجري تصويرًا بالموجات على البطن وعبر المهبل حتى يحدد وضع المشيمة، وطبقًا للنتيجة فإنه يختار طريقة علاج المشيمة المتقدمة.

طريقة علاج المشيمة المتقدمة

للأسف لا يمكن علاج المشيمة المتقدمة نهائيًا، فلا يوجد علاج طبي أو جراحة يُمكِن أن تخضع لها المرأة كي تتخلص من تلك المشكلة، مع ذلك هناك بعض الخيارات التي تساعد في التحكم بالنزيف الناتج عن المشيمة المتقدمة.

يرتبط الخيار العلاجي الأفضل للمرأة المصابة بالمشيمة المتقدمة بعدة عوامل، هي:

  • كمية النزيف الذي تعاني منه الحامل.
  • صحة المرأة الحامل.
  • صحة الطفل.
  • موضع المشيمة والطفل داخل الرحم.

العلاج في حالة المشيمة المتقدمة غير المصحوبة بنزيف

إن عانت الحامل من المشيمة المتقدمة ولم تنزف أو أُصيبت بنزيف بسيط، فننصحها بما يلي:
أخذ قسط من الراحة.
تجنب القيام بأي أنشطة رياضية أو أعمال منزلية قد تزيد من النزيف.
تجنب ممارسة العلاقة الجنسية في هذا الوقت.
إعلام الطبيب بوجود نزيف بسيط والاستعداد للذهاب إلى المستشفى في أي وقت إن استمر النزيف لفترة طويلة أو زادت كميته.

العلاج في حالة المشيمة المتقدمة المصحوبة بنزيف

تحتاج هذه الحالة إلى التواصل الفوري مع الطبيب من أجل التدخل الطبي السريع، وقد يستلزم الأمر نقل الدم، مع إمكانية الخضوع لعملية قيصرية في الحال.

إن أُجريت العملية القيصرية قبل 37 أسبوعًا من عُمر الحمل فمن المحتمل أن يلجأ الطبيب إلى استخدام “الكورتيزون” لتنشيط رئة الطفل وحثها على العمل والتنفس.

نوع الولادة عند الإصابة بالمشيمة المتقدمة

يعتمد اختيار نوع الولادة على العوامل التي ذكرناها سابقًا بخصوص علاج المشيمة المتقدمة، فالزوجة ذات النزيف الضعيف قد تلد طبيعيًا -بعد استشارة الطبيب-، أما الزوجة المُصابة بالنزيف الشديد فلا بد من خضوعها للولادة القيصرية.

لذلك فنحن ننصح جميع السيدات الحوامل بمتابعة زيارة الطبيب لتشخيص أي مشكلة محتملة طوال فترة الحمل، ومحاولة علاجها قبل أن تتأثر صحة الأم بالسلب، أو صحة طفلها.