تبدأ المرأة الحامل في التفكير في طريقة الولادة فور معرفة نبأ حملها، وقد ينتاب بعضهن شيء من التوتر لا سيما بعد انتشار الولادة القيصرية، ولكن مع تقدم العلم الحديث أصبحت هناك وسائل متقدمة تقلل من حدة آلام الولادة القيصرية نتعرف في ذلك المقال نعرف كيف تكون الولاده القيصريه بدون الم.

لمحة سريعة حول الولادة القيصرية قديماً

كانت الولادة القيصرية قديماً أكثر إيلاماً، فعندما كانت السيدات يفقن من التخدير يشعرن بآلام مبرحة تستمر لأكثر من 14 يومًا متتاليين، فلا تستطيع الأم التحرك أو صعود السلم أو الجلوس.

لكن بفضل جهود الأطباء المستمرة تطورت الولادة القيصرية تطوراً نوعياً، وأصبح بإمكان الأم التحرك بشكل طبيعي بعد مرور أربع ساعات فقط، بل نزول وصعود الدرج طبيعياً ولا تشعر حينها إلا بآلام طفيفة، ويستمر الإحساس بعدم وجود ألم لأكثر من ست وثلاثين ساعة بعد الولادة.

عندما يبدأ الشعور بالألم بالعودة مجدداً تكون الفترة الصعبة من التئام الجرح قد مرت بسلام -ولله الحمد-، ولن تحتاجِين حينها إلا تناول بعض المسكنات.

أحدث تقنيات الولاده القيصريه بدون الم

توصلت الأبحاث الطبية المستمرة وجهود الأطباء إلى أحدث تقنيات الولاده القيصريه بدون الم، نذكر من بينها الآتي:

1- حقنة PCA بعد الولادة القيصرية:

تمكّن الـ PCA أو التاب بلوك من إجراء الولاده القيصريه بدون الم. تُعطى تلك الحقنة بعد الولادة مباشرة، ويتم حقنها أسفل البطن مباشرةً بواسطة دكتور التخدير، وذلك بعد الاطمئنان على صحة الأم وطفلها.

تتكون الحقنة من خليط من المسكنات، وتُجرى بعض اختبارات الحساسية للسيدة قبل الولادة للتأكد من عدم إصابتها بالتحسس لأي من المسكنات المحقونة عبر التاب بلوك.

تعتمد فكرة “التاب بلوك” ببساطة على وقف عمل الأعصاب المسؤولة عن الإحساس أسفل البطن (موضع العملية القيصرية).
يمتد مفعول تلك الحقنة حتى 26 ساعة، وتعتبر تلك المدة هي أصعب أوقات الجراحة.

2- حقنة الابيديورال

حققت حقنة الابيديورال نجاحًا هائلاً، لا سيما أنها تسمح باستيقاظ الأم لمشاهدة اللحظات الأولى لخروج طفلها دون الشعور بألم، إذ إنها تُعتبر نوعًا من أنواع التخدير النصفي.

تتكون حقنة الايبيدورال من مزيج من الأدوية الخاصة بالتخدير الموضعي، وتُعطى حقنة الابيديورال في الفراغ الموجود في الأعصاب الشوكية بمنطقة الجافية بالعمود الفقري، فتعمل على وقف إشارات الألم المُرسلة بين النخاع الشوكي والمخ، وهذا هو السبب الفعلي في عدم الشعور بألم خاصة في النصف السفلي من الجسم.

3- لاصقة الولادة القيصرية

ننتقل بالحديث إلى الخياطات الحديثة التي تقلل من حدة الآلام بعد العملية، حيث ابتكر الأطباء الأمريكيون جلًا موضعيًا يساهم في التئام الجرح عوضاً عن الخياطة، والتي كانت تسبب العديد من المشكلات مُسبقاً، مثل:

• آلام فك الغرز وما ينتج عن ذلك من التهابات.
• تشقق الجلد.
• ترك ندبات جلدية.
• احمرار الجلد حول الخياطة.

مميزات وعيوب الولادة بدون ألم

الولادة القيصرية بدون ألم حالها كحال جميع الجراحات، لها بعض المميزات والعيوب، فمن مميزاتها:

1. تقليل حدة الألم.
2. وعي الأم أثناء الولادة بكامل الأحداث.
3. قدرة الأم على الاحتفال بلحظة ولادة الطفل واستقبال المهنئين.

أما عيوب الولادة القيصرية (وبالأخص مع التخدير النصفي)، فتتمثل في:

1. النوم غير المنتظم .
2. الأرق المستمر.
3. ضيق التنفس.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي.
5. الصداع.
6. انخفاض ضغط الدم.
7. صعوبة التبول.
8. آلام الظهر الناتجة عن حقنة الابيديورال.
9. احتمالية حدوث عدوى بكتيرية في موضع الحقن قد تسبب تلف الأعصاب.
10. الحساسية تجاه مواد التخدير.
11. التشنجات.

لا يشترط أن تظهر جميع العيوب في وقت واحد، ويندر ظهور تلك المضاعفات في حال أُجريت الجراحة بواسطة طبيب ذي كفاءة، والتزمت السيدة بجميع توصيات ما بعد الجراحة.

توصيات ما بعد الولادة القيصرية

هناك العديد من الـ نصائح بعد الولادة القيصرية التي تساعد الأم على التعافي وسرعة الشفاء، مثل:

1. النوم على الظهر خاصة في الأسبوع الأول بعد الولادة، تجنُباً للضغط على منطقة الجرح.
2. تجنّب فرك الجرح.
3. عدم الإفراط في استخدام مسكّنات الألم,
4. استخدام قربة الماء الساخن بالقرب من مكان الجرح لتخفيف الألم.
5. ارتداء ملابس قطنية فضفاضة.
6. تجنب الضحك والسعال والكحة قدر المستطاع تفاديا لفتح الجرح.
7. الحفاظ على نظافة الجرح، وتجنب تعرضه إلى الماء.
8. مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أيّ من أعراض التهاب الجرح الآتية:

• انتفاخ منطقة الجرح.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• تقيّح أو نزف الجرح.
• زيادة الألم أو وجود رائحة مزعجة.

9.الالتزام بمواعيد الزيارة للطبيب المعالج وحتى أسبوعين متتاليين بعد الجراحة.

أخيرًا.. عزيزتي الأم، تذكري دائماً أن ساعات الولادة سوف تمر بسلام -بأمر الله-، وسوف يخرج طفلكِ إلى حضنكِ سليمًا معافى، فلا تحاوطِي نفسك بالمخاوف، ولا تستمعي إلى تجارب سابقة، فلكل أم تجربتها الخاصة بها.