تجاربكم مع المشيمة الملتصقة
المشيمة الملتصقة من الأمراض التي تمثل خطورة كبيرة على صحة المرأة؛ فإن المشيمة الملتصقة تسبب نزفًا شديدًا في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وهو ما ذُكِرَ على لسان معظم المرضى حين سُئلوا: ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟
إجابة المرضى عن سؤال “ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟” أوضحت مدى خطر ذلك المرض، لذلك توجهنا أحد أهم الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد لتوضيح الأمر بصورة علمية، وهو الدكتور طارق العزيزي، استشاري أمراض النساء والتوليد، الذي أوضح لنا كافة المعلومات حول المشيمة الملتصقة وعلاقتها باستئصال الرحم، كما شرح لنا طرق علاج المشيمة الملتصقة.
ما هي المشيمة الملتصقة؟
المشيمة الملتصقة حالة مرضية تلتصق فيها المشيمة بعضلة الرحم، وتمنع هذه الحالة انفصال المشيمة بالكامل عن الرحم أثناء الولادة مما يسبب خطراً على صحة المرأة.
أنواع المشيمة الملتصقة
تتصل المشيمة بالرحم من خلال غشاء الرحم شبه المخاطي، مما يجعلها سهلة الانفصال عند الولادة، وهو أمر مُغاير لما يحدث في المشيمة الملتصقة، فتكون المشيمة أكثر انغراساً في جدار الرحم. بناءً على درجة انغراس المشيمة، تنقسم أنواع المشيمة الملتصقة إلى:
- المشيمة الملتصقة البسيطة، هي التصاق المشيمة في عضلة الرحم دون اختراقها.
- المشيمة الملتصقة بالعضلة الرحم، وفي هذا النوع تخترق المشيمة عضلة الرحم.
- المشيمة المخترقة لعضلة الرحم، وفيها تخترق المشيمة سمك عضلة الرحم بالكامل وتَبرز للخارج، كما يمكن أن تخترق بعض الأعضاء القريبة مثلا المثانة.
استكمالًا لإجابات المرضى عن سؤال “ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟”، تطرقنا للأعراض التي شعروا بها -وكانت الإجابة غير متوقعة إلى حداً ما- فمن الطبيعي أن يقولون لقد شعرنا بكذا وكذا، لكن الغريب أن إجابتهم تضمنت عدم شعورهن بألم أو مغص أو ما شابه، وكانت المشكلة الرئيسية هي النزف أثناء الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل.
استوقفتنا إجابة المرضى، وسألنا الدكتور طارق العزيزي عن أعراض المشيمة الملتصقة، وأوضح الإجابة في السطور القادمة.
أعراض المشيمة الملتصقة
غالباً لا تسبب المشيمة الملتصقة أعراضاً للمرأة الحامل، ولكن قد يحدث نزيف مهبلي في الثلاث شهور الأخيرة من الحمل، وفي بعض الحالات تُكتشف المشيمة الملتصقة صدفةً عند الخضوع للفحص الدوري بالموجات فوق الصوتية أثناء فترة الحمل، وتكمن خطورة المشيمة الملتصقة في مضاعفاتها.
مضاعفات المشيمة الملتصقة (تجاربكم مع المشيمة الملتصقة)
خلال سؤال المرضي: “ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟”، لم يتطرق الحديث إلى ذِكر ما أصابهم من مضاعفات! وبسؤال الدكتور طارق العزيزي تبين أن مضاعفات المشيمة الملتصقة تمثل خطراً شديداً على حياة المريضة، الأمر الذي يستدعي المتابعة الجيدة للحمل مع طبيب ذي خبرة في تشخيص المشيمة الملتصقة ومشاكل الحمل الأخرى ليتم التعامل فوراً مع الحالة ووضع خطة للولادة، على أن تكون ولادة قيصرية، إضافة إلى وضع خطة من أجل علاج المشيمة الملتصقة.
تشمل مضاعفات المشيمة الملتصقة التالي:
-
نزيف مهبلي غزير
تتسبب المشيمة الملتصقة بنزيف شديد أثناء الولادة خاصة إذا حاول الطبيب فصل المشيمة جراحياً. لا يقتصر الأمر على النزيف أثناء الولادة فقط، فقد يتطور الأمر إلى منع تجلط الدم بصورة طبيعية، وهو ما يسمى باعتلال تخثر الدم الانتشاري داخل الأوعية، وقد تصل المضاعفات إلى حد فشل وظائف الرئة والفشل الكلوي.
-
الولادة المبكرة
قد تسبب المشيمة الملتصقة نزيفاً خلال الثلاث شهور الأخيرة من الحمل، مما يستدعي الولادة المبكرة حرصاً على سلامة الأم والجنين.
خلال إجابة المرضى على سؤال “ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟”، ذَكروا جميعهن استئصالهن للرحم بعد الولادة مباشرة، وعند سؤال الدكتور طارق العزيزي عن العلاقة بين المشيمة الملتصقة واستئصال الرحم، أوضح الدكتور أن علاج المشيمة الملتصقة الوحيد هو استئصال الرحم، فلا يوجد علاج دوائي يفيد في هذه الحالة.
المشيمة الملتصقة واستئصال الرحم
أوضح المرضي من خلال الإجابة على سؤال “ما هي تجاربكم مع المشيمة الملتصقة؟” أن الطبيب ناقش معهن مخاطر المشيمة الملتصقة المحتملة على صحتهن تمهيداً إلى قراره الحاسم حيال ضرورة استئصال الرحم بعد الولادة مباشرة، وذَكروا أن الأطباء أخبرهن احتمالية الحاجة إلى نقل الدم أثناء العملية، كما قد يتطلب الأمر المكوث في العناية المركزة لبعض الوقت بعد العملية.
يقوم الطبيب بتوليد الطفل باللجوء إلى الولادة القيصرية عن طريق عمل شق جراحي في منطقة أسفل البطن، ويتم تخدير الأم تخديراً كلياً، وبعد إخراج الطفل من الرحم يقوم الطبيب باستئصال الرحم.
يُعَرِِض الإجراء الجراحي الأم لبعض المخاطر المحتملة ومن بينها ما يلي:
- النزيف المهبلي جراء العملية الجراحية، لذلك عليك اختيار طبيب كفء وخبرة في هذا المجال لضمان سلامتِك وسلامة طفلك.
- التعرض إلى العدوى البكتيرية.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو..
هل يمكن تأجيل قرار استئصال الرحم في حالة الرغبة في الحمل مرةً ثانية؟
أجاب الدكتور طارق العزيزي قائلاً:
“نادراً ما يُسمح ببقاء الرحم في تلك الحالات، فقرار تأجيل استئصال الرحم قد يعرض المرأة إلى عدة مضاعفات وتشمل التالي:
- نزيف مهبلي شديد يؤثر على حالتها الصحية ويهدد حياتها بالخطر.
- العدوى البكتيريا.
- تعرض المرأة للنزف والمخاطر إذا حدث حمل مستقبلياً، وبالتالي تعريض حياة الجنين أيضاً للخطر”.
أكد الدكتور على أن قرار استئصال الرحم هو قرار واجب التنفيذ آجلاً أم عاجلًا، ويرجع قرار إبقاء الرحم أو استئصاله إلى رؤية الطبيب لحالة المريضة.
يعد الدكتور طارق العزيزي أحد أفضل الأطباء المتخصصين في مجال النساء والتوليد، وهو صاحب خبرة كبيرة تمتد لسنوات في التعامل مع حالات المشيمة الملتصقة، وهو عضو هيئة تدريس ومحاضر في قسم أمراض النساء والتوليد، كليه طب القصر العيني.