الرحم من الأعضاء الأكثر حساسية لدى النساء، واستئصاله يتسبب في حالة من الحزن الشديد للمصابة ظناً منها أن الاستئصال سيؤثر على أنوثتها وإفراز الهرمونات الأنثوية لديها، لذا نقدم اليوم مقال “تجربتي مع استئصال الرحم” لنقل كافة المعلومات التي ينبغي على للمريضات المقبلات على الخضوع للجراحة معرفتها عن العملية، وبعض المعلومات عن نمط الحياة بعدها.

تجربتي مع استئصال الرحم: متى نلجأ للتدخل الجراحي؟

تُصاب نسبة كبيرة من السيدات بعدة أمراض متصلة بالرحم، بعضها يمكن علاجه عن طريق الأدوية مثل الالتهابات الرحمية، وبعضها أشد خطورة مثل الأورام السرطانية، وهو ما يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي وإجراء عملية الاستئصال للتخلص من المرض ومضاعفاته.

في السطور القادمة نتطرق إلى توضيح كافة الأسباب التي تدفع الأطباء إلى اللجوء لاستئصال الرحم.

1- نزيف الولادة

من أهم الأسباب التي تستدعي إجراء عملية الاستئصال الرحمي النزيف الحاد أثناء الولادة، والذي قد ينتج عن إصابة الأم بفقر الدم (الأنيميا) منذ بداية الحمل، أو ما قبل ذلك، وإهمال تلقي العلاج المناسب لها، ما يُعَرِض المريضة للإصابة بالنزيف أثناء الولادة، لذا يلجأ الطبيب للاستئصال.

2- المشيمة الملتصقة

من الحالات التي تدفع الجراح إلى استئصال الرحم أثناء الولادة الحالات المُصابة بالمشيمة الملتصقة، وهي مشكلة تحدث نتيجة التدخلات الجراحية المُسبقة في الرحم وتكرار الولادة القيصرية أكثر من مرة، فتنمو المشيمة على نحو غير طبيعي وتتشبث بعضلات الرحم الداخلية بدلاً من الارتباط الخارجي بغشاء الرحم.

نتيجة تداخل أنسجة المشيمة الملتصقة مع جدار الرحم يصعب فصلها أثناء طلق الولادة -كما هو الحال مع المشيمة الطبيعية-، لذا يقوم الطبيب بـ استئصال الرحم اثناء الولادة والمشيمة في آن واحد.

أعرفي أيضاً عن: علاج المشيمة الملتصقة

3- أورام الرحم

هناك بعض الحالات التي تخضع إلى استئصال الرحم ولا تتعلق بالولادة، مثل الإصابة بالأورام الليفية في الرحم أو وجود مجموعة من الخلايا الغير طبيعية والتي يحتمل تطورها إلى أورام سرطانية، عندها تصبح جراحة استئصال الرحم الحل الأكثر أمانًا.

تجربتي مع استئصال الرحم: الأعراض المصاحبة لأمراض الرحم

تشترك جميع الأمراض التي تؤدي إلى استئصال الرحم في الأعراض ذاتها، مثل الشعور بألم شديد أسفل البطن، بالإضافة إلى وجود نزيف مهبلي دون سبب واضح، أو النزيف الحاد أثناء الولادة.

نزيف الرحم المستمر يعرض حياة المريضة للخطر، لذا يلجأ الجراح إلى عملية الاستئصال على الفور لإيقاف ذلك النزيف.

تجربتي مع استئصال الرحم: الاستعداد للجراحة

تندرج جراحة استئصال الرحم ضمن قائمة الجراحات الكبرى، والتي تحتاج إلى اتخاذ التدابير اللازمة والاستعداد جيداً قبل الخضوع إليها. أولى استعدادات الجراحة هي اختيار المريضة لمستشفى طبي مجهز بالكامل، واختيار جراح ذي خبرة كبيرة كي يتمكن من إجراء عملية الاستئصال بمهارة دون أن يُعرض حياة المريضة للخطر.

تستدعي الجراحة وجود فريق طبي متكامل من جراح وطبيب تخدير وطبيب أمراض نساء ومسالك بولية في حالة استئصال الرحم في حالة تكون المشيمة الملتصقة نظراً لاحتمالية ارتباطها مع الكلي، مع مراعاة توفر بنك دم داخل المستشفى.

تجربتي مع استئصال الرحم: أنواع الجراحة

تُصنف جراحات استئصال الرحم إلى الاستئصال الجزئي أو الكلي ويحدد الجراح الإجراء المناسب طبقًا لحالة المريضة.

تُجرى جراحة استئصال الرحم الكلي عن طريق استئصال الرحم والمبايض وأنابيب فالوب بالكامل، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى تلك الجراحة في حالة الإصابة بسرطان الرحم، بينما يتم التخلص من الجزء العضلي فقط من الرحم مع الإبقاء على المبايض وقناة فالوب في الجراحة الجزئية.

تجربتي مع استئصال الرحم: خطوات الجراحة

تُجرى عملية استئصال الرحم تحت تأثير التخدير الكلي للمريضة بعَمَل شق جراحي أسفل البطن أو التدخل عن طريق المهبل، ويختلف الغرض وسعر عملية استئصال الرحم من طريقة إلى أخرى. وتتضمن أنواع الجراحات:

جراحة البطن: تُجرى عملية استئصال الرحم بواسطة الجراحة التقليدية عن طريق عمل شق جراحي في أسفل البطن لنسبة كبيرة من المرضى تصل إلى 54 % منهن، وتُجرى الجراحة على هذا النحو في حالة استئصال الرحم بالكامل.

جراحة المهبل: تُجرى العملية عن طريق عمل شق جراحي من خلال المهبل واستئصال جزء معين من الرحم، وعادةً لا يلجأ لها الأطباء في العديد من الحالات نظراً لصعوبة استئصال المبايض من خلالها.

عادةً ما تشعر المريضة بالحزن والاكتئاب خلال الفترة الأولى من الجراحة، إلا أنه لا تطرأ أي تغيرات فسيولوجية على الجسم إلا في حالة الاستئصال الكلي للرحم بسبب نقص إفراز بعض الهرمونات.