تجربتي مع المثانة العصبية، من الأعراض وحتى العلاج
“في النهاية، علمت أن سبب نجاح تجربتي مع المثانة العصبية هو استشارة الطبيب الماهر المتخصص” بهذه العبارة اختتمت إحدى المريضات حديثها في عيادة أحد أطباء أمراض النساء، فقد كانت تعاني من المثانة العصبية، وتشعر دائمًا أنها ترغب في استخدام المرحاض، فما هي المثانة العصبية ولمَ تحدث من الأساس؟
نبذة بسيطة عن المثانة العصبية
تنشأ المثانة العصبية من وجود خلل في المسارات العصبية التي تؤثر على المثانة، بالتالي تختل عملية التبول لدى الفرد، وهذا الخلل يظهر على أحد الوجهين؛ إما فرط في النشاط (Hyperactive) -وهو النوع الذي سنتطرق له في مقالة اليوم- أو ضعف في النشاط (Underactive) ونرجئ الحديث عنه في مقال آخر.
تجربتي مع المثانة العصبية، كيف كانت الأعراض؟
تقول إحدى السيدات: “بدأ المرض معي بالحاجة المستمرة إلى الدخول لدورة المياه، حتى إن الأمر كان يتكرر حوالي سبع مرات أو أكثر في اليوم الواحد”.
وعندما سئلت إذا ما كانت عملية التبول ينتج عنها نزول بول قالت: “في الحقيقة ليس دائمًا، فالأمر لا يتعدى الرغبة الملحة والمفاجئة في دخول دورة المياه، بعد ذلك قد لا أجد إلا مقدارًا بسيطًا من البول ينزل”.
تقول أخرى: “أما أنا فـ تجربتي مع المثانة العصبية كانت مزعجة كثيرًا، فلم أكن أحظى بنوم هادئ، وكنت أستيقظ عدة مرات في الليلة الواحدة لاستعمال المرحاض، بل أحيانًا ما كنت أفقد السيطرة على نفسي، مما سبب لي الإحراج أمام أفراد عائلتي”.
من الأحاديث السابقة للسيدات يمكننا استنتاج بعض أعراض المثانة العصبية، وهي كالتالي:
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بصورة كاملة.
- سلس البول.
- ظهور حصوات في الكلى.
- صعوبة تحديد إذا ما كانت المثانة ممتلئة أم لا.
- فقدان القدرة على التحكم بالمثانة.
- زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
أسباب خوض تجربتي مع المثانة العصبية
لعلكِ الآن تتساءلين كيف نشأت تجربتي مع المثانة العصبية؟ في الحقيقة لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب الحقيقي للإصابة بالمثانة العصبية.
أما بالنسبة إلى الملمح الذي ذكرناه سابقًا عن وجود خلل في الجهاز العصبي بما يؤثر على المثانة، فهو سبب يرجحه أكثر الأطباء، ويظن البعض منهم أن هذا الخلل يحدث كعرض جانبي لعدة أمراض، مثل:
- اضطراب في الجهاز العصبي، مثل: السكتة الدماغية والتصلب المتعدد.
- مرض السكري.
- الإصابة بعدوى في الجهاز البولي.
- حدوث تغيرات في مستوى الهرمونات داخل جسم المرأة نتيجة وصولها إلى سن اليأس.
- نشوء بعض التشوهات أو التغييرات في المثانة، فمثلًا قد تنمو بها بعض الأورام أو يتكون بداخلها حصوات.
- تناول أدوية علاجية تحفز الكلى على إنتاج المزيد من البول.
- الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- شرب الكحوليات بكثرة.
- التقدم في السن.
كل هذه الأسباب تُعيق مسار انتقال المعلومات العصبية بين المثانة والدماغ، بالتالي تنقبض عضلات المثانة بصورة لا إرادية حتى إن كانت كمية البول بداخلها قليلة، وهذا ما يسبب ظهور أعراض المثانة العصبية.
تجربتي مع المثانة العصبية، لحظة الاكتشاف
إن الشكوى من الأعراض السابقة تقود الطبيب إلى الشك في الإصابة بالمثانة العصبية، ولكي يتأكد من إصابة المرأة بهذا المرض يستكمل عمل بعض الفحوصات الطبية، مثل:
الفحص السريري، وفيه يفحص الطبيب منطقة الحوض لدى المرأة بالإضافة إلى الإحليل.
فحص عينة من البول للتأكد من عدم وجود عدوى في الجهاز البولي أو دم أو أي جسم غريب.
نهاية تجربتي مع المثانة العصبية
حتى تتخلص المرأة من هذه المشكلة التي تسبب لها التعب المستمر والإحراج أمام الأخرين لا بد لها من الحصول على العلاج المناسب، ويتضمن علاج المثانة العصبية عند النساء على الوسائل التالية:
العلاج الدوائي
تشتمل أدوية علاج المثانة العصبية عند النساء على هرمون الإستروجين، ويمكن أن تستعين المرأة بهذه الأدوية بعد وصولها سن اليأس من أجل تقوية عضلات الإحليل والمهبل.
قد يَعتبر البعض هذه الأدوية هي أفضل دواء لعلاج المثانة العصبية.. ولكن غالبًا يكون لها آثار جانبية، مثل: جفاف العين وجفاف الفم والإصابة بالإمساك.
حقن المثانة بالبوتكس
أيضًا يمكن علاج المثانة العصبية عند النساء عبر حقن عضلات المثانة بمادة البوتكس، على أن تكون الجرعات صغيرة.
يعد استخدام مادة البوتكس أفضل دواء لعلاج المثانة العصبية الشديدة، ويستمر مفعولها لمدة 6 أشهر أو أكثر، بعدها لا بد من إعادة الحقن مرة أخرى. إن الأثر الجانبي الخطير لحقن المثانة بالبوتكس هو أنها قد تؤدي إلى احتباس البول أو إصابة الجهاز البولي بالعدوى.
التدخل الجراحي
يساعد التدخل الجراحي في علاج المثانة العصبية الشديدة التي لا تستجيب لوسائل العلاج السابقة، وتهدف الجراحة إلى زيادة سعة المثانة أو تكوين مثانة بديلة.
كما لاحظنا فوسائل العلاج متعددة وغير متشابهة، ولا يمكن تحديد الأفضل منها إلا بعد زيارة الطبيب المتخصص وعمل الفحوصات الطبية.
لهذا نصيحتنا الأخيرة لكل امرأة، احرصي على زيارة أفضل طبيب أمراض النساء، فنجاح تجربتك مع المثانة مرتبط بطريقة تشخيصه والوسيلة التي يستعملها للعلاج. ويمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات عبر مقال “علاج ضعف عضلة المثانة“.