هبوط المهبل مشكلة تنتشر بين السيدات، وفي مقال اليوم بعنوان “تجربتي مع هبوط المهبل” نتعرف على جميع التفاصيل التي تخص تلك المشكلة، إلى جانب عرض جزء من تجربة إحدى مريضات العيادة مع أعراض هبوط المهبل.

ما المقصود بـ هبوط المهبل؟ وما هي أسبابه؟

هبوط المهبل مقارب لهبوط الرحم إلى حدٍ كبير مع وجود بعض الاختلافات الطفيفة، أهمها:

  • هبوط المهبل يُصيب السيدات نتيجة ضعف الأنسجة الداعمة للمثانة البولية فيحدث ما يسمى بـ هبوط مهبلي أمامي.
  • هبوط الرحم حالة يتدلى فيها الرحم أو جزء منه إلى القناة المهبلية نتيجة ضعف أنسجة المهبل والأوتار الداعمة له.

تختلف أسباب الهبوط المهبل تبعًا لعُمر المرأة على النحو الآتي:

1- سبب الهبوط المهبلي لدى السيدات اللاتي تقدمن في السن

تكرار عمليات الولادة الطبيعية في مرحلة الشباب يُشكل ضغطًا على أنسجة الرحم والمهبل بسبب الانقباضات (الطلق)، مما يؤدي إلى تمزق الأوتار المسؤولة عن تثبيت الرحم أو ضعفها نوعًا ما، لكنّها تظل بحالة جيدة بسبب تأثير هرمونات الأنوثة التي تدعم تلك الأربطة.

مع تقدم عمر المرأة، تقل مستويات الهرمون الأنثوي (الأستروجين) في الدم نتيجةً لانقطاع الطمث، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع وضعف أنسجة الرحم والمهبل بقدرٍ أكبر مما كان عليه في مرحلة الشباب؛ فالمهبل يقع أسفل الرحم ويتأثر بأي ضرر يقع على الرحم.

2- سبب الهبوط المهبلي لدى السيدات الشابات

غالبًا ما يهبط المهبل في مرحلة الشباب لدى السيدات نتيجة لوجود ضعف وراثي في الأوتار والأنسجة المُثبتة لأعضاء منطقة الحوض.

كل ما سبق ذكره يُعد سببًا رئيسًا للإصابة بمشكلة الهبوط المهبلي، أما عوامل الخطر فتتمثل في الإصابة بأي مرض يُشكل ضغطًا على منطقة الرحم أو الحوض، كالسعال المزمن، والإمساك المزمن الذي يستعدي (الحزق) عند الإخراج، والسمنة المفرطة.

تجربتي مع هبوط المهبل الخلفي: الأعراض

تأخذنا إحدى مريضات العيادة في رحلة قصيرة عن تجربتها مع أعراض الهبوط المهبلي موضحةً: “شعرت خلال تجربتي مع هبوط المهبل بثقل في منطقة الحوض وكأنَّ هناك قوة شد تسحب تلك المنقطة إلى الأسفل، وأصابني الإمساك قليلًا”.

تتشابه أعراض الهبوط المهبلي وأعراض هبوط الرحم، ومن أبرز الأعراض هو الشعور بثقل في منطقة الحوض كنتيجة طبيعية لتدلي أعضاء الحوض وتعرُّض الأوتار لقوى الشد إلى الأسفل.

يُضاف إلى ثقل منطقة الحوض العديد من الأعراض الأخرى التي تُشكل إزعاجًا كبيرًا لدى السيدات المصابات بهبوط المهبل الخلفي، لعلَّنا نذكر جزءًا منها في ضوء النقاط الآتية:

  • الإصابة بالإمساك نتيجةً وجود صعوبة في إفراغ المستقيم، خاصةً في حالات هبوط الجدار الخلفي للرحم الخلفي، ويرجع ذلك إلى أن الهبوط الخلفي للرحم يصاحبه هبوط في المستقيم، مما يجعل حركة الأمعاء أصعب.
  • الشعور بآلام شديدة أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
  • انتفاخ المهبل وظهور بعض النتوءات فيه.
  • تدلي جزء من الرحم خارج الجسم (في الحالات المتقدمة).

تجربتي مع هبوط المهبل: زيارة الطبيب

تَابَعت المريضة قصتها مع هبوط المهبل: “لم أعاني كثيرًا خلال تجربتي مع هبوط المهبل، فقد ذهبت إلى الطبيب المختص سريعًا بعد شعوري بالألم والثقل في منطقة الحوض لأخضع للفحص وأبدأ رحلة العلاج بإذن الله”.

بعد أن تشعر المريضة بالأعراض المذكورة آنفًا وتذهب إلى الطبيب، تخضع المرأة للتشخيص عن طريق ما يلي:

  • الفحص السريري.
  • أخذ تاريخ مرضي دقيق والسؤال عن الأعراض التي تشعر بها المريضة.
  • الخضوع لبعض الفحوصات التصويرية بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية لتحديد حجم نسيج الرحم الهابط.

علاج هبوط المهبل

يتضمن علاج هبوط المهبل الخضوع لإجراء جراحي يهدف إلى رفع المهبل أو الرحم الساقطين وترميم أنسجة الحوض.

يستخدم الطبيب أوتارًا اصطناعية لرفع الأعضاء المتدلية وتثبيتها في مكانها الطبيعي، مع ترميم شكل المهبل في حال وجود أي نتوءات أو بروز في المنطقة.

عملية رفع الرحم أو المهبل الهابط آمنة للغاية ولا تؤثر على فرص الإنجاب، وغالبًا ما يُرشح الأطباء السيدات الصغيرات في السن اللاتي يخططن للحمل للخضوع لتلك العملية.

تستكمل المريضة قصتها مع مشكلة هبوط المهبل: “تكللت تجربتي مع هبوط المهبل بالنجاح بعد أن خضعت للعملية الجراحية، وأصبح كل شيءٍ بخيرٍ الآن”.

الحمل والولادة بعد عملية رفع الرحم

تتخوف السيدات من التأثيرات السلبية للعمليات النسائية على فرص الحمل، إلا أن عملية رفع الرحم لا تحد من فرص الحمل. قد توجد بعض التحفظات فقط على نوع الولادة، فغالبًا ما ينصح الأطباء بالولادة القيصرية خشية حدوث أي انتكاسات أو هبوط المهبل مجددًا بسبب الضغط أو الانقباضات التي تتعرض لها السيدة في الولادة الطبيعية.

تقول مريضتنا: “بعد انتهاء تجربي مع هبوط المهبل وعلاجه، خططت للحمل وحدث بسهولة ولله الحمد دون مشكلات”.

خطورة إهمال علاج هبوط المهبل

ربما تهمل بعض السيدات مشكلتي الهبوط المهبلي أو الرحمي، ظنًا منها أنها مجرد انتفاخ أو نتوء طفيف في المهبل، ومع مرور الوقت ودون الحصول على علاج مناسب، تزداد درجة الهبوط الرحمي إلى أن يخرج عنق الرحم بالكامل ويبرز من الأعضاء التناسلية الخارجية.

بروز جزء من الأعضاء الداخلية خارج الجسم أمرٌ بالغ الخطورة قد يؤدي إلى تقرح الجزء البارز من عنق الرحم، وربما يستدعي ذلك استئصال الرحم بالكامل في بعض الحالات.

تجربتي مع هبوط المهبل: نصائح طبيبي الخاص

“ضمن إطار تجربتي مع هبوط المهبل، أوصاني الطبيب بالراحة وتجنب رفع الأحمال الثقيلة خلال مرحلة الاستشفاء”.

نصائح مهمة خلال مرحلة التعافي:

  1. ينصح الأطباء دائمًا بعد عمليات رفع الرحم الهابط بتفادي الإصابة بالإمساك من خلال تناول الأكلات الغنية بالألياف الغذائية وشرب المياه.
  2. علاج السعال -إن وُجد- تجنبًا لحدوث ضغط على منطقة البطن.
  3. إنقاص الوزن.

وضحنا في هذا المقال بعنوان “تجربتي مع هبوط المهبل” كل ما يتعلق بهبوط المهبل وطريقة علاجه جراحيًا، وننصح بزيارة عيادة دكتور طارق العزيزي عند ملاحظة أي علامات غريبة في شكل المهبل أو رؤية بروز لأي من أنسجة إلى خارج الجسم، فالتشخيص المبكر جزء مهم من العلاج

دكتور طارق العزيزي علي ميديكا زون