يتحكم النظام الغذائي في احتمالات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، لا سيما الطعام المُصنَّع الذي يحتوي على الدهون المُضرة والدواجن المحقونة بالهرمونات، فما العلاقة بين تكيس المبايض والحمل وتناول الدواجن المُهرمنة؟ في هذا المقال نوضح تأثير النظام الغذائي على التوازن الهرموني في جسم المرأة بوجهٍ عام، كما نُسلط الضوء على ماهية العلاقة بين الهرمونات التي تُستخدم في تغذية الدواجن لزيادة وزنها واحتمالات الإصابة بتكيس المبايض.

الدواجن المُهرمنة وتأثيرها على جسم الإنسان

قبل أن شرح العلاقة بين متلازمة تكيس المبايض والحمل، نود أن نأخذك في رحلة قصيرة نُشير فيها إلى موضوع ذي صلةٍ بمشكلة تكيس المبايض والاضطرابات الهرمونية عند السيدات.

في البداية.. هل تساءلت يومًا ما كيف يبيع مُربي الدواجن هذا الكم الهائل من الدجاج خلال مدة زمنية قصيرة؟ يحتاج “الصوص أو الكتكوت” إلى بعض الوقت حتى ينمو ويُصبح دجاجةً كبيرة بالغة، لكن ضعاف النفوس من المُربين يلجأون إلى طُرقٍ ملتوية من أجل تنشيط نمو تلك الكتاكيت وزيادة الإنتاج الحيواني في مزارعهم، وبالتالي تزداد أرباحهم خلال وقتٍ قصير!

نعم لا تندهش! فإن الهرمونات الجنسية (أو الستيرويدات) تُستخدم في مجال الإنتاج الحيواني من أجل زيادة معدلات النمو وتحسين بعض الجينات المسؤولة عن الصفات الإنتاجية، فبعض مربي الدواجن يستخدمون أقراص منع الحمل التي تحتوي على هرموني:

  • الاستروجين.
  • البروجيسترون.

تُضاف تلك الهرمونات بصورٍ مختلفة، فقد يُضيفها المربون إلى غذاء الدواجن، وأحيانًا قد تُستخدم على هيئة حُقن.

إذا أعدنا النظر إلى ما ذكرناه أعلاه، سنجد أن أولئك المُربين وأصحاب مزارع حولوا الدجاج من مصدر غني بالبروتين إلى طعامٍ ذي أضرارٍ عديدة تتخطى فوائده، خاصةً عندما تتناوله السيدات يوميًا أو بمعدلٍ متكرر.

تشمل أضرار الدواجن المُهرمنة (المحقونة بالهرمونات):

  • زيادة الوزن وتراكم الدهون غير الصحية في الجسم.
  • حدوث اضطرابات في مستوى الهرمونات في الجسم، ما يؤدي إلى اختلال مواعيد الدورة الشهرية ويؤثر على فرص الحمل.
  • قد تؤثر الهرمونات الموجودة في تلك الدواجن سلبيًّا على الحالة المزاجية.

هل توجد علاقة بين تناول الدواجن المهرمنة وتكيس المبايض؟

يظل السؤال المطروح الآن: ما العلاقة بين تكيس المبايض والحمل وتناول الدجاج المهرمن؟

إنَّ تكيس المبايض مُشكلة تظهر بسبب وجود خلل هرموني عند السيدات في سن الإنجاب، يشمل ذلك الاضطراب زيادة في مستويات هرمونات الذكورة (الأندروجينات) ويؤدي إلى عدم انتظام فترات الحيض.

بالإضافة إلى ما سبق، تنمو بعض الجُريبات أو التكيسّات الصغيرة المملوءة بالسائل على مبايض السيدة، الأمر الذي يمنع المبايض من إنتاج بويضات ناضجة بانتظام.

بما أنَّ تكيس المبايض ينشأ بسبب حدوث اضطرابات هرمونية، فمن المتوقع أن يكون للإفراط في تناول الدجاج المُهرمن دورٌ في زيادة فرص الإصابة بتكسي المبايض.

العلاقة بين تكيس المبايض والحمل

تتلخص العلاقة بين تكيس المبايض والحمل في أنَّ الاضطراب الهرموني والتبويض غير المنتظم المُصاحب لتكيسات المبايض يؤدي إلى تأخير الحمل بعد الزواج.

يُمكنكِ اكتشاف الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض من خلال ظهور العلامات التحذيرية التالية:

  • تأخُّر الدورة الشهرية أو غيابها في بعض الشهور.
  • ظهور شعر كثيف في مناطق غير مرغوبة في الجسم، بسبب زيادة مستوى هرمونات الذكورة (الأندروجينات – Androgens)، ومن أبرز المناطق التي يُمكن ملاحظة ظهور الشعر
  • الزائد فيها هي منطقة الوجه.
  • سوء الحالة المزاجية بسبب اختلال توازن الهرمونات في الجسم.
  • اضطراب في حركة الأمعاء.
  • الشعور بآلام في منطقة الحوض.

عند الشعور بتلك الأعراض على السيدة بالذهاب إلى طبيب نساء وتوليد متخصص للخضوع إلى الكشف الذي يشمل أخذ تاريخ مرضي ومعرفة الأعراض، إلى جانب فحص السونار الذي يسمح للطبيب برؤية أحجام التكيسات وعددها.

تكيس المبايض والحمل: نسبة حدوث الحمل مع تكيس المبايض

لا توجد نسبة واضحة لإمكانية حدوث الحمل مع تكيس المبايض، فتلك المتلازمة تتحكم فيها العديد من العوامل بما فيها الوراثة والسمنة، وعلى الرغم من ذلك قد تتمكن بعض السيدات المُصابات بتكيس المبايض من إنجاب أطفال سليمة دون مشكلات، لكن في أغلب الأحوال يتأخر الحمل وقد لا يحدث إلا بعد علاج المشكلة.

علاج تكيس المبايض للمتزوجة والحمل بعد العلاج

يُمكن علاج تكيس المبايض من خلال إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، مثل: الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات، والابتعاد عن تناول الدواجن المُهرمنة والأكلات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المُضرة، إلى جانب الاعتماد على البروتينات في الوجبات الغذائية وتجنُب الإفراط في تناول الكربوهيدرات والسكريات.

بالإضافة إلى ما سبق، تُساعد ممارسة التمارين الرياضية المنزلية الخفيفة على تحسين الحالة الصحية العامة واستعادة التوازن الهرموني في الجسم.

إذا لم تفلح تغييرات نمط الحياة في تحسين الأعراض والتخلص من اضطرابات فترات الحيض، يُمكن اللجوء إلى عملية جراحية تشمل استئصال التكيسات الموجودة على المبايض بواسطة المنظار.

تستطيع معظم السيدات المتزوجات الإنجاب بعد علاج تكيس المبايض بكل سهولة، بينما الفتيات غير المتزوجات فإن دورتهن الشهرية تنتظم وتختفي لديهن أعراض متلازمة التكيس.

تجارب السيدات مع تكيس المبايض والحمل

تُشير تجارب معظم السيدات مع تكيس المبايض والحمل إلى أنهن عانين من تغيرات واضحة في مواعيد الدورة الشهرية، وظهر لديهن شعر زائد في جسمهن.

بعض السيدات تحسنت لديهن الأعراض بعد أن غيروا أسلوب حياتهم إلى أسلوب صحي، والبعض الآخر منهن رشحهن الطبيب إلى الخضوع لعملية إزالة تكسيات المبايض بالمنظار، ولم يواجهن صعوبة في الحمل بعد العملية.

يُمكنك قراءة المزيد عن تجربتي مع التكيس والحمل في مدونة الموقع الإلكتروني هنا.

يُعد الدكتور طارق العزيزي من أفضل أطباء النساء والتوليد في مصر، يُمكنكِ التواصل عبر الأرقام الموضحة على الموقع من أجل حجز موعد أو الاستفسار عن المزيد من المعلومات حول تكيس المبايض والحمل.