هل يمكن الخضوع لـ عملية استئصال الرحم والجماع بعدها بأيام؟ إليكِ أبرز آثار عملية استئصال الرحم
نعلم جيدًا أن الأمراض هي السبب الأكثر شيوعًا لاستئصال الرحم، هذا العضو الذي يعد سببًا لحياتها والمحطة الأولى لنشأة أطفالها، فهل يمكن أن تعود الحياة كما هي بعد إزالة هذا العضو من الجسم؟
في مقال اليوم “عملية استئصال الرحم والجماع” نتناول أبرز التأثيرات التي تسببها هذه العملية في حياة المرأة بدءًا من علاقتها الحميمة مع زوجها وانتهاءًا بمدى تأثير العملية على حالتها النفسية.
استئصال الرحم والجنس، ما العلاقة؟
في غرف عيادات أطباء النساء والتوليد، يحاول أن ينتهج الطبيب النهج الصحيح في العلاج؛ حرصًا منه على حماية المرأة والتقليل من الآثار السيئة التي قد تلحق بحياتها أو حياة جنينها، لهذا قد يجد في بعض الحالات أن الحل الأمثل لها هو استئصال الرحم.
بالطبع يشارك الطبيب الخيارات المتاحة مع المريضة، والتي -في الكثير من الأحيان- قد تختار نفس الاختيار، فإن خُيّرت ما بين استمرار وجود أحد الأورام السرطانية في الجهاز التناسلي أو استئصال الرحم اختارت الحل الثاني.
وهلم جر في الكثير من الحالات، مثل: الأورام الليفية الحميدة وهبوط الرحم والنزيف الحاد من الرحم والآلام المستمرة في منطقة الحوض -إن كانت صادرة من الرحم-.
إن الأمر الذي يشغل أذهان الكثير من السيدات هو كيفية سير الحياة والتأثيرات التي تعقب هذه العملية، فمثلًا: هل يمكن إجراء عملية استئصال الرحم والجماع بعدها بساعات أم لا بد من مرور بضعة أيام؟ وإن كان مسموحًا بالجماع.. فهل سيؤثر استئصال الرحم على الرجل أم لا؟
أسئلة كثيرة عن الحياة ما بعد عملية استئصال الرحم والجنس نضعها نصب أعيننا لنجيب عنها بالتفصيل.
هل يُسمح بالخضوع لـ عملية استئصال الرحم والجماع بعدها بساعات؟
أولًا لا بد أن يدرك الزوجان ماهية الوضع الذي ستكون عليه المرأة بعد العملية، فعملية استئصال الرحم تُجرى إما تحت تاُثير التخدير الكلي أو التخدير النصفي، وفي كلتا الحالتين فهي ستفقد الإحساس بجزء كبير من جسمها.
يزول تأثير التخدير بعد العملية بساعة أو 4 ساعات، وخلال فترة الإفاقة تظل المرأة في المستشفى حتى يطمئن عليها الطبيب ويتأكد من سلامتها، بالتالي فإن تَوقع الخضوع لعملية استئصال الرحم والجماع بعدها بساعات أمر غير ممكن.
تتعافى المرأة من آثار تلك العملية بعد مرور ما بين 3 إلى 4 أسابيع، مما يجعل ممارسة العلاقة الزوجية بعد العملية بأيام -هو الآخر- أمرًا صعبًا.
إذن متى يُسمح بالجماع بعد استئصال الرحم؟
لعلك الآن في حيرة من أمرك، فلا هو مسموح بممارسة العلاقة الزوجية بعد العملية بساعات، ولا حتى أيام، فمتى يُسمح بالجماع بعد استئصال الرحم؟
غالبًا ما يسمح الطبيب للزوجين بممارسة الجماع بعد مرور ما بين 6 إلى 8 أسابيع من العملية، بهذا تكون المرأة قد استعادت جزءًا كبيرًا من عافيتها، وقلت لديها الإفرازات المهبلية التي تنزل من الرحم بسبب الجراحة.
وهنا يجدر التنبيه على أمر هام هو أن الخضوع لعملية استئصال الرحم والجماع بعدها بثمانية أسابيع لا يعني أن المرأة قد استعادت جل عافيتها، فهي ستظل تشعر بأعراض غريبة لم تكن تعاني منها قبل العملية، مثل:
- انخفاض الرغبة الجنسية -عند بعض السيدات-.
- انقطاع الدورة الشهرية وظهور أعراض سن اليأس إن تم استئصال المبايض مع الرحم.
- ارتفاع أو انخفاض المتعة الجنسية.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تدلي المهبل.
ما ذكرناه وما سنذكره لاحقًا يتناول بصورة أساسية تأثير استئصال الرحم على جسم المرأة، لكن قد يتبادر إلى أذهان البعض سؤال هام: “هل يؤثر استئصال الرحم على الرجل؟”.
هل يؤثر استئصال الرحم على الرجل بصورة مباشرة؟
لا يوجد أي تأثير خطير على الرجل عندما تستئصل زوجته رحمها، لكنه قد يتأثر نفسيًا بما يحدث معها خلال العلاقة الزوجية، ففي البداية لن يستطيع -هو الآخر- ممارسة العلاقة الزوجية حتى تتعافى تمامًا، بالإضافة إلى أن سلوكها خلال العلاقة قد يتغير قليلًا.
لهذا ينبغي على الزوج تدارك هذا الأمر ومساعدتها في تجاوزه، وإن لم يستطيعا فعليهما مراجعة الطبيب لمعرفة السبل السليمة لممارسة العلاقة الزوجية دون إحداث أي ضرر على حالتهما النفسية.
تأثير استئصال الرحم على الحالة المزاجية للمرأة
بعدما انتهينا من العلاقة الرابطة بين استئصال الرحم والجماع نتناول تأثيرًا آخر للعملية، ألا وهو الجانب النفسي للمرأة بعد العملية.
من المؤكد أن فقدان القدرة على الحمل والإنجاب مرة أخرى يولد شعورًا سيئًا لدى المرأة خاصة إن كانت صغيرة في السن، لهذا قد تشعر الكثيرات بالاكتئاب والقلق وبعض التقلبات النفسية، لكن عادةً لا تلبث هذه المشاعر كثيرًا.
إن مشاعر الحزن ليست المشاعر الطاغية على جميع النساء بعد عملية استئصال الرحم، فهناك أخريات يشعرن بتحسن في جودة الحياة إذ صارت صحتهن البدنية أفضل من ذي قبل.
تأثير استئصال الرحم على صحة القلب
من الأعراض الغريبة التي قد تواجهها المرأة بعد استئصال الرحم سرعة إصابتها بأمراض القلب، إذ تشتكي سيدات من إصابتهن بالأمراض التالية بعد العملية:
- قصور القلب الاحتقاني.
- مرض الشريان التاجي.
- تراكم الترسبات في الشرايين.
- ارتفاع ضغط الدم.
وتلخيصًا لكل ما ذكرناه في المقالة، هناك علاقة تربط بين عملية استئصال الرحم والجماع، فالعملية تؤثر بصورة سلبية على العلاقة الزوجية مع بعض السيدات، كما أنها تسبب بعض الآثار النفسية، وتزيد من الإصابة ببعض الأمراض، مثل أمراض القلب.
بهذا نكون قد انتهينا من ذكر أبرز آثار عملية استئصال الرحم.. وننصحكم بالاطلاع على مقال “المشيمة الملتصقة واستئصال الرحم“.