عملية استئصال الرحم .. اسئلة شائعة
يضطر الأطباء -آسفين- إلى استئصال الرحم لبعض السيدات تفادياً لإصابتهن ببعض المضاعفات الصحية اللاحقة، ما يجعلهن يُصبن بإحباط جراء خضوعهن لتلك الجراحة.
جئنا اليوم عزيزتي لنطمئنك ونُجيبك عن بعض الأسئلة الشائعة حول عملية استئصال الرحم. أكملِ قراءة هذا المقال للتعرف على المزيد من التفاصيل.
متى يستلزم استئصال الرحم؟
نعلم مقدار الألم الذي شعرتِ به حين أخبروك بنبأ استئصال الرحم، لكن -يا عزيزتي- لا شئ يقارن بسلامتك، فمن المؤكد عدم لجوء الأطباء للتفكير في استئصال الرحم إلا إن كان اضطراراياً، وبما يحافظ على حياتك في المقام الأول.
تُرى ما هي تلك الحالات التي تستوجب تدخلاً جراحياً بالاستئصال؟ إليك التفاصيل.
من أهم مسببات عملية استئصال الرحم التي تستلزم التدخل الجراحي الفوري:
1- بطانة الرحم المهاجرة
يلجأ الأطباء إلى محاولات عديدة في علاج بطانة الرحم المهاجرة، لكنهم قد يضطرون في بعض الأحيان إلى إجراء عملية استئصال الرحم تفاديًا للنزف المستمر، والذي يُمكن أن يؤدي إلى الانخفاض المفاجئ في مستوى الهيموجلوبين بالدم، ومن ثم الإصابة بهبوط الدورة الدموية الحاد، والوفاة، لا قدر الله.
2- هبوط الرحم
قد ينزلق الرحم من مكانه ليصل إلى داخل المهبل بسبب الولادات الطبيعية المتكررة، ما يعرض السيدات إلى الإصابة بمشكلات صحية عديدة قد تصل إلى انسداد الأمعاء، لذلك يلجأ الأطباء إلى عملية استئصال الرحم تفادياً لحدوث تلك المضاعفات الخطيرة.
تفاصيل أكثر عن: هبوط الرحم اعراضه وعلاجه
3- الأورام الليفية والسرطانية
من أكثر أسباب استئصال الرحم شيوعاً الإصابة بالأورام الليفية أو الأورام السرطانية.
4- التصاق المشيمة
تحدث هذه المشكلة أثناء الحمل، وتُسبب الشعور بآلام شديدة لا تُحتمل. وتتطلب تلك الحالة الخضوع للجراحة من أجل علاج هذا الالتصاق، وقد تستدعي بعض الحالات الأكثر تقدمًا إلى إجراء عملية استئصال الرحم للحفاظ على صحة المرأة.
تفاصيل أكثر عن: المشيمة الملتصقة واستئصال الرحم
5- تمزق الرحم أثناء الولادة
يلجأ الأطباء لإجراء عملية استئصال الرحم في حالة زيادة الانقباضات أثناء الولادة، والتي تؤدي إلى تمزق الرحم الكلي أو الجزئي. وتهدف العملية إلى تفادي إصابة الزوجة بتسمم الدم، لا قدر الله.
أعرفي المزيد عن: استئصال الرحم اثناء الولادة
هل عملية استئصال الرحم خطيرة؟
من الأسئلة المهمة التي تدور في أذهان النساء قُبيل اتخاذ قرار الخضوع إلى عملية استئصال الرحم: هل عملية إزالة الرحم خطيرة؟
عملية استئصال الرحم آمنة ولا تسبب حدوث أي مضاعفات خطيرة على المدى البعيد، إلا أنها -مثل جميع الجراحات- قد يتبعها ظهور بعد الآثار الجانبية التي قد تتضمن:
- رد الفعل التحسسي تجاه التخدير.
- الإصابة بسلس البول.
- التهاب جرح العملية.
- الشعور ببعض الآلام المزمنة.
- الإصابة بالناسور المهبلي.
- انقطاع الطمث، مع استمرار معاناة التقلبات المزاجية التي تحدث في أوقات الدورة الشهرية في حال عدم إزالة المبيضين.
نود أن نطمئنك سيدتي أن الأعراض الجانبية للعملية نادرة الحدوث. ومن الضروري الاعتماد على الطبيب الكفء لإجراء العملية دون مخاطر، بإذن الله.
كم تستغرق عملية استئصال الرحم؟
لا تستغرق عملية استئصال الرحم أكثر من ساعتين في أغلب الأحوال، وتُجرى الجراحة على عدة خطوات، وهي:
- تخدير المريضة تخديراً كلياً.
- صُنع شق طويل في جدار البطن السفلية للوصول إلى جوف الحوض.
- تحديد مكان الرحم.
- فصل الرحم عن الأوعية الدموية المحيطة به.
- فصل الأربطة التي تربط الرحم بجدران الحوض،
- استئصال الرحم ثم خياطة الجدار العلوي للمهبل،
تخضع المريضة إلى الرعاية الطبية لمدة 48 ساعة بعد العملية للتأكد من استقرار حالتها، وعادةً ما تتم إزالة الغرز الجراحية بعد مرور أسبوع.
كم تبلغ نسبة نجاح عملية استئصال الرحم؟
ترتفع ـنسبة نجاح عملية استئصال الرحم مرتفعة لتتخطى 98%، ولا تتعدى احتماليات الوفاة بعد العملية -طبقًا للإحصائيات- حاجز الـ1%.
وقد يُعاني عدد نادر من السيدات الإصابة ببعض المضاعفات البسيطة بعد عملية الاستئصال، مثل الإصابة بالتهاب جرح العملية والنزيف المحدود الذي يتوقف -تلقائيًا- بعد مرور بضعة أيام. ويُمكن للمرأة العودة إلى مسار حياتها التقليدي بسلام بعد أيام قليلة من تاريخ الخضوع للعملية.
هل يؤثر استئصال الرحم على الجماع؟
يمكنك الاستمتاع بحياتك الزوجية بعد انتهاء فترة النقاهة التي يحددها لكِ الطبيب، والتي يمنع أثنائها الجماع.
السبب في ذلك هو عدم مَس المهبل أثناء عملية استئصال الرحم الجزئي، وفي حالات الاستئصال الكلي يقص الجراح جزءًا صغير من الطرف العلوي من المهبل، بما لا يؤثر على متعة الجماع.
نصائح هامة بعد عملية استئصال الرحم
1- طلب الدعم
دعم أحبائك يساعدك على تخطي أي مشاعر مؤلمة قد تعانيها بعد الجراحة، فلا ترددي في التحدث والإفصاح عن حزنك للمقربين.
2- العناية بالجرح
احرصي على تنظيف الجرح وتغيير الأغطية الطبية المستخدمة يومياً، لتفادي الإصابة بأي عدوى بكتيرية، كما ينبغي عدم تعريض الجرح إلى الماء.
تُزال الغرز بعد 5 إلى 7 أيام من الجراحة، وحينها يمكنك الاستحمام دون الخوف من حدوث مضاعفات.
3- ممارسة رياضة المشي
احرصي على المشي -لمسافات قصيرة- بداية من اليوم التالي للعملية، فهو يُحفذ الدورة الدموية ويساهم في منع حدوث الجلطات.
4- أداء تمارين لتقوية عضلات الحوض
يُنصح بممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض، مثل تمارين كيجل، بعد تمام التعافي من الجراحة.
قبل أن نختم مقالنا، نود أن نذكرك أن حياتُكِ الأنثوية لن تنتهي بعد استئصال الرحم
الرحمُ، فلا زال يُمكنك ممارسة حياتك الزوجية الطبيعية.
الدكتور طارق العزيزي هو استشاري أمراض النساء والتوليد، وعضو هيئة التدريس والمحاضر في قسم أمراض النساء والتوليد بكلية الطب، جامعة القاهرة، وهو يمتلك سجلًا حافلًا من الجراحات الناجحة.
احصلي على استشارتك الطبية الآن بحجز موعد في عيادة دكتور طارق بالتواصل معنا عبر الاتصال بالأرقام الموضحة في الصفحة.