ضمن إطار مقالنا اليوم سنتعرف على جميع التفاصيل المتعلقة بـ هبوط الرحم واعراضه وعلاجه، فمشكلة سقوط الرحم تُعد من المشكلات المزعجة لكثير من السيدات وتؤدي في بعض الأحيان -خاصةً في المراحل المتأخرة منها – إلى استئصال الرحم بالكامل.

هبوط الرحم اعراضه وعلاجه

إليكِ عزيزتي القارئة كل ما يُهمكِ معرفته عن هبوط الرحم واعراضه وعلاجه، وسوف نبدأ أولًا بنبذة مختصرة عن مشكلة هبوط الرحم.

نبذة عن هبوط الرحم وأسبابه

سقوط الرحم مُصطلح يعني انزلاق الرحم من مكانه الطبيعي إلى المهبل، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب ضعف الأربطة التي تدعم الرحم وتُحافظ على ثباته في مكانه.

تُصاب السيدات بمشكلة سقوط الرحم في جميع المراحل العمرية، فقد يُصبن في مرحلة الشباب بسبب وجود عوامل وراثية تؤدي إلى ضعف الأربطة الداعمة للرحم، وقد يُصيب سيدات أخريات في سن اليأس بعد انقطاع الطمث بسبب اختلال التوازن الهرموني وانخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الدم أثناء تلك المرحلة، وقد يحدث كنتيجة لبعض التأثيرات السلبية المتراكمة الناتجة عن تكرار الولادات الطبيعية المهبلية.

أنواع سقوط الرحم

تنقسم مشكلة سقوط الرحم إلى نوعين وفقًا للجزء الهابط من الرحم، تشمل أنواع سقوط هما:

سقوط الرحم الأمامي

حالة يتدلى فيها الجدار الأمامي للرحم ويُصاحبه تدلي المثانة البولية، ما يؤدي إلى مشكلات في التبول، مثل سلس البول.

سقوط الرحم الخلفي

مصطلح يُشير إلى هبوط الجدار الخلفي للرحم بسبب ضعف الأربطة التي تدعم الجدار الخلفي، ويُصاحبه هبوط المستقيم، الأمر الذي يتسبب في اختلال حركة الأمعاء والإصابة بالإمساك.

أعراض هبوط الرحم

نستكمل رحلتنا في التعرف على هبوط الرحم واعراضه موضحين أبرز العلامات التي تظهر في الحالات المتوسطة إلى المتقدمة من هبوط الرحم، وتشمل تلك الأعراض:

  1. الشعور بثقل في منطقة الحوض، وهو شعور يُشبه وجود قوة شد تسحب الرحم إلى الأسفل.
  2. مشكلات في المسالك البولية، مثل سلس البول أو احتباسه (تظهر هذه المشكلة في حالات سقوط الرحم الأمامي).
  3. وجود صعوبة في التغوط وتغيُّر حركة الأمعاء (تلك المشكلة تُصاحب حالات سقوط الرحم الخلفي).
  4. بروز جزء من نسيج الرحم إلى خارج المهبل.
  5. الشعور بآلام في المهبل أثناء الجماع.

كلما تغافلت المرأة عن تلك الأعراض اعتقادًا منها أنها أعراض طفيفة لا تُنذر بأي مشكلة خطرة، ستتطور مرحلة سقوط الرحم ويتدلى جزء أكبر منه خارج المهبل، وهو الأمر الذي يُعرض المرأة للكثير من المخاطر، مثل إصابة نسيج الرحم المكشوف خارج الجسم بالتقرحات والعدوى نتيجةً لاحتكاكه مع الملابس، إلى جانب أنَّ تطور المشكلة سوف يجعل عملية إعادة الرحم إلى مكانه أصعب!

كيفية تشخيص تدلي الرحم

يٌشخص الطبيب المتخصص مشكلة نزول الرحم من خلال السؤال عن أعراض هبوط الرحم وأخذ تاريخ مرضي دقيق، ثم يُجري الطبيب فحص الحوض اليدوي لتقييم حالة عضلات الحوض.

قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى فحص السونار (التصوير بالموجات فوق الصوتية) لعرض صورة كاملة ودقيقة للرحم والحوض.

هل يوجد علاج نهائي لنزول الرحم؟

هناك طرق عديدة لعلاج نزول الرحم، ويعتمد اختيار الطريقة العلاجية على مدى تطور الحالة؛ فالحالات الطفيفة غالبًا ما تحتاج فقط إلى إجراء التمارين الرياضية لتقوية العضلات المُحيطة بالرحم والمعروفة باسم «تمارين كيجل».

بينما درجات هبوط الرحم المتوسطة إلى المتقدمة تحتاج إلى التدخل الجراحي لإصلاح المشكلة. تُرى علامَ تعتمد فكرة جراحات علاج سقوط الرحم؟ لنفهم معًا.

طرق علاج هبوط الرحم بالجراحة

يلجأ الأطباء إلى بعض التدخلات الجراحية لعلاج مشكلة هبوط الرحم بالاعتماد على إحدى العمليتين التاليتين:

عملية رفع الرحم

في هذه العملية يرفع الطبيب رحم المرأة من خلال إصلاح الأربطة الداعمة للرحم أو باستخدام أربطة جديدة اصطناعية لرفع الرحم الهابط وإعادته إلى مكانه الطبيعي، مع الحفاظ على شكل الأعضاء التناسلية من الخارج وتجميل أي نتوءات ظهرت إثر هبوط الرحم.

تنجح هذه العملية في علاج سقوط الرحم من الدرجات المتوسطة.

عملية استئصال الرحم أو جزء منه

عندما ينزلق الرحم بدرجة متقدمة ويخرج جزء كبير منه عبر المهبل، فقد يكون من الصعب إعادة رفع الرحم إلى مكانه باستخدام الأربطة، لذلك يلجأ الأطباء إلى استئصال الرحم بالكامل عن طريق البطن أو عن طريق المهبل، كما يُمكن الاكتفاء في حالات أخرى باستئصال الجزء الهابط من الرحم، الذي غالبًا ما يكون عنق الرحم.

تجربتي مع هبوط الرحم واعراضه وعلاجه

تروي لنا إحدى السيدات تفاصيل رحلتها مع هبوط الرحم واعراضه وعلاجه
موضحةً: «كانت تجربتي مع هبوط الرحم صعبة، فكنت أشعر في البداية بأني أجلس على كُرة أو شيء صلب، وكنت أشعر كذلك بالألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، إلى جانب أنني فقدت القدرة على التحكم في البول».

واستطردت المريضة في حديثها: «في يوم من الأيام لاحظت ظهور بعض النتوءات في منطقة المهبل، ما أصابني ببعض القلق وجعلني أتوجه إلى الطبيب المختص للحصول على تشخيصٍ دقيق لحالتي».

ثم أضافت بخصوص تجربتها قائلةً: «خلال زيارتي للطيب سألني عن الأعراض التي شعرت بها، وقام بفحص الحوض يدويًا ثم خضعت لاختبار السونار».

تلك السيدة تعاني من هبوط الرحم الأمامي لأنها مُصابة بسلس البول، وهنا قرر الطبيب إجراء عملية جراحية لها لرفع الرحم والمثانة وتثبيتهما في مكانهما الصحيحين.

تختتم السيدة حديثها: «بالرغم من صعوبة تجربتي مع هبوط الرحم واعراضه وعلاجه، إلا أن رحلتي تكللت بالنجاح وتعافيت، لكنني كنت قلقة بشأن فرص الحمل بعد الجراحة، وأخبرني الطبيب أن عملية رفع الرحم لن تؤثر على فرصي في الإنجاب لأن الرحم ما زال موجودًا».

في النهاية..

ننصح السيدات خلال رحلتهن مع هبوط الرحم واعراضه وعلاجه بأن يحاولن تجنُب الإصابة بالإمساك أو السعال، وكذلك تجنب رفع الأشياء الثقيلة للحد من أعراض تدلي الرحم إلى حين تلقي العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب.