تزداد نسبة النساء اللاتي يرغبن في الخضوع للولادة القيصرية عن الطبيعية باستمرار، حتى وإن لم يكنّ مجبرات على ذلك!

وتتساءل الكثير من السيدات في أشهر الحمل الأولى عن الأفضل بين الولادة الطبيعية ام القيصرية.. ويحدثنا الدكتور طارق العزيزي في السطور التالية عن مميزات وعيوب الولادة القيصرية ومتى يتم تحديد الولادة طبيعية أو قيصرية.

مميزات وعيوب الولادة القيصرية

تُفضل معظم السيدات الولادة القيصرية عن الطبيعية؛ خوفاً من آلام الطلق، إذ تُجرى الولادة القيصرية تحت تأثير التخدير النصفي فلا تشعر الأم أثناء الولادة بأي ألم، بالإضافة إلى إمكانية رؤية الجنين لحظة خروجه من الرحم.

كما ترغب النساء في الولادة القيصرية تجنباً لألم الولادة الكاذب وما يسببه من قلق وخوف للنساء الحوامل، ففي الولادة القيصرية يتم تحديد موعد العملية قبل الولادة بفترة تسمح للأم بإجراء التحضيرات اللازمة.

بالإضافة إلى وقاية الأم من العديد من الأمراض التي قد تُصاب بها نتيجة الولادة الطبيعية المتكررة منها: الإصابة بسلس البول أو الهبوط الرحمي نتيجة ضعف العضلات والأربطة في منطقة الحوض والرحم.

هل لعملية الولادة القيصرية مضاعفات؟

عملية الولادة القيصرية تمتلك العديد من المميزات، لكنها تظل في نهاية الأمر عملية جراحية تنطوي على عدة مضاعفات ومخاطر أيضاً.
ومن أهم مضاعفاتها الألم الناتج عن الشق الجراحي أسفل البطن، والتي تعاني منه الأم خلال الفترة الأولى من الولادة ويعيق حركتها.

بالإضافة إلى وجود عدة مخاطر تشمل احتمالية النزيف خلال الولادة أو الإصابة بالعدوى في حال عدم الاختيار المناسب للمستشفى الذي تُجرى به الجراحة، أو الجراح الذي يقوم بإجرائها.

متى تُجبر النساء على الولادة القيصرية؟

تتساءل بعض السيدات: ايهما افضل الولادة الطبيعية ام القيصرية؟ عليكِ سيدتي العزيزة أن اختيار الجراحة المناسبة تعتمد على عدة عوامل، ولا يتم اختيار نوع العملية إلا بعد النقاش مع الطبيب.

وبخلاف مميزات وعيوب الولادة القيصرية التي تم ذكرها في السطور السابقة، فإن بعض السيدات تخضع للولادة القيصرية وهن مجبرات؛ نظراً لوجود عدة أسباب تحول بينهم وبين الولادة الطبيعية، ومنها الآتي:

  • تقدم العمر: بعض الزوجات يحملن وهن على مشارف سن انقطاع الطمث، أي ما يقرب من الأربعين من عمرهن مما يجعل ألم الولادة الطبيعية غاية في الخطورة على صحتهن وصحة الطفل.
  • التدخلات الجراحية في الرحم: يُعد التدخل الجراحي السابق في الرحم مثل إجراء عملية استئصال الأورام الليفية من أشهر الأسباب التي تضطر النساء الحوامل للخضوع للولادة القيصرية.
  • صغر حجم الحوض: وهي من الأسباب التي تجعل الطبيب يتخذ قرار الولادة القيصرية في الأشهر الاخيرة من الحمل بعد إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد وزن الطفل وإمكانية اتساع الحوض له أثناء الولادة.
  • الحمل عن طريق الحقن المجهري: يفضل الطبيب إجراء الولادة القيصرية للزوجة التي عانت من تأخر الإنجاب لفترة طويلة وخضعت لـ عملية الحقن المجهري، خوفاً على الجنين من مشاكل الولادة الطبيعية.

كما يفضل الأطباء إجراء الولادة القيصرية في حالة انخفاض وزن الطفل عن المعدل الطبيعي له، أو قلة الماء المحيط بالجنين في الرحم.

جميع الأسباب السابقة توضح صعوبة تحمل الجنين لعوامل الولادة الطبيعية والطلق الطبيعي، وجميع هذه الحالات، تخضع للجراحة حتى وإن رغبت بالولادة الطبيعية عن القيصرية، فلا علاقة لـ مميزات وعيوب الولادة القيصرية بالأمر هنا، بل هو حسب تقييم الطبيب فقط.

متى يتم تحديد الولادة طبيعية ام قيصرية؟

مع حالات التدخل الجراحي السابقة في الرحم أو تعدد الولادات القيصرية، وتقدم عمر المرأة، لا ينظر الطبيب أو الأم إلى مميزات وعيوب الولادة القيصرية، بل يختار الطبيب الولادة القيصرية من البداية، ومع المتابعة والتأكد من اكتمال نمو الجنين يحدد الطبيب موعد الولادة.

وبخلاف الحالات السابقة ومع عدم رغبة الأم في الولادة القيصرية ينتظر الطبيب الشهر التاسع وشعور الأم بالألم والطلق ثم يتخذ قرار إجراء الولادة طبيعياً.

مع بعض الحالات يتعرض الأطباء إلى ظروف طارئة أثناء الولادة الطبيعية تضطرهم للجوء إلى الولادة القيصرية، منها: عدم اتساع الحوض للجنين، وعدم استدارة الجنين واتخاذ الوضعية الطبيعية للولادة، أو عدم تمدد عنق الرحم بالقدر الكافي لاستخراج الجنين.

في جميع الحالات السابقة يتخذ الجراح قرار الولادة القيصرية فورياً لإنقاذ الجنين.

بعد الانتهاء من سرد كافة المعايير التي يُحدد الاطباء على أساسها نوع الولادة إلى جانب ذكر مميزات وعيوب الولادة القيصرية، نحب أن ننصح جميع السيدات بضرورة اتباع قرار الطبيب المسؤول عن حالتهن بشأن نوع الولادة المناسب.