على الرغم من أن الولادة تعتبر بوابة الحياة للطفل، إلا أنها قد تكون سببًا في ألم المرأة، فهي تسبب لها العديد من المشاكل، والتي منها هبوط الرحم الذي قد يحتاج إلى ممارسة بعض العادات الصحية ليختفي وأحيانًا أخرى لا يمكن علاجه إلا بالتدخل الجراحي. لكن لم يحدث هبوط الرحم بعد الولادة الطبيعية تحديدًا؟ وهل يعني ذلك أن الولادة القيصرية مصدر حماية منها؟

في المقال التالي نتناول بالتفصيل الدقيق اسباب هبوط الرحم بعد الولادة تحديدًا وأسبابه بصفة عامة، كما نطرح أشهر الوسائل التي تستخدم لعلاج هذه المشكلة.

لماذا يحدث هبوط الرحم؟

قد تجد أنه من الصعب تخيل هبوط الرحم في منطقة الحوض، لكن حتى يسهل علينا فهم ذلك ينبغي أولًا أن نتعرف عن قرب على الجهاز التناسلي للمرأة.

  1. يتكون الجهاز التناسلي للمرأة -بالترتيب- من مبيضين وقناتي فالوب والرحم وعنق الرحم ثم المهبل، وفي النهاية البظر والشفرين الصغيرين والكبيرين.
  2. بالطبع لكل جزء من هذه الأجزاء دور هام في حياة المرأة، بداية من الدورة الشهرية مرورًا بالحمل وأخيرًا مع سن اليأس.
  3. تتشكل هذه الأعضاء على شكل حرف C عند النظر إليه من قطاع طولي جانبي، بحيث يكون في أعلاه الرحم وفي انحنائه المهبل.
  4. يثبت كل من الرحم والمهبل في الوضعية السابقة من خلال عضلات قاع الحوض المحيطة.

إذًا.. ماذا يحدث في حالة هبوط الرحم؟

من خلال الشرح السابق يمكننا تخيل وضعية هبوط الرحم.. فالرحم ينتقل من أعلى حرف C إلى المنحنى بدرجات، ويحدث هذا عادة نتيجة ضعف الدعامات المثبتة لها… نعم، إنها عضلات قاع الحوض والأربطة.

يعني هذا أن الرحم لا يهبط من تلقاء نفسه، ولكن عندما تضعف عضلات قاع الحوض، فما الذي يسبب لها الضعف؟

إنها عوامل متعددة قد تجعل العضلات أقل متانة وصلابة وغير قادرة على الإمساك بالرحم أكثر، ومن بين تلك العوامل:

  • الحمل.
  • الولادة.
  • انقطاع الدورة الشهرية.
  • العصبية والغضب الشديد والانفعال.
  • الإمساك المزمن.
  • السمنة المفرطة.

دونًا عن باقي العوامل.. ما اسباب هبوط الرحم بعد الولادة الطبيعية تحديدًا؟

دعنا هنا نتخيل أمرًا آخر، وهو أحداث الولادة وما قبلها.
تبدأ الولادة الطبيعية بانقباضات متكررة للرحم يطلق عليها اسم (الطلق) لتأتي لنا فيما بعد بمولود جديد.

قد يكون هذا الجنين كبير الحجم عن الطبيعي، أو يكون الرحم غير مؤهل للولادة الطبيعية من الأساس، أو قد يكون التحميل على عضلات الحوض حصل بصورة خاطئة أثناء الولادة. ومع وجود انقباضات شديدة أدى ذلك إلى تأثير سلبي على العضلات.

إن آحاد هذه الأسباب تفضي إلى هبوط الرحم، فكيف بمجموعها؟!

اسباب هبوط الرحم بعد الولادة القيصرية

قد يتبادر إلى ذهنك الآن تساؤل في غاية الأهمية حول احتمالية حدوث هبوط الرحم بعد الولادة القيصرية، وبالنظر إلى ما تمر به المرأة خلال الولادة الطبيعية فهو لا يحدث في الولادة القيصرية، لهذا يعد حدوث هبوط الرحم بعد الولادة القيصرية أمرًا نادر الحدوث.

مراحل وعلامات هبوط الرحم بعد الولادة

عادة لا يظهر هبوط الرحم بعد الولادة بنفس الهيئة عند كل السيدات، فهناك درجات له توضح معدل الجزء النازل كما يلي:

  • المرحلة الأولى: نزول عنق الرحم فقط إلى المهبل.
  • المرحلة الثانية: هبوط الرحم نحو فتحة المهبل الداخلية.
  • المرحلة الثالثة: بروز عنق الرحم من فتحة المهبل.
  • المرحلة الرابعة والأخيرة: خروج أغلب الرحم من المهبل.

علامات هبوط الرحم

يمكن للمرأة التحقق من إصابتها بـ هبوط الرحم بعد الولادة الطبيعية عند الإحساس بالأعراض التالية:

  • ثقل بالحوض.
  • الشعور وكأن المرء جالس على كرة أو شيء خارج من المهبل.
  • سلس البول.
  • صعوبة في التبول.
  • صعوبة في العلاقة الجنسية.
  • الشعور بألم في أسفل الظهر.
  • وجود مشاكل في حركة الأمعاء يصعب معها عملية التبرز (إمساك).

إن ظهور هذه الأعراض دلالة على أن المرأة تحتاج إلى علاج هبوط الرحم بعد الولادة، والذي يتم بعد التعرف على المرحلة التي وصلت إليها هذه المشكلة.

علاج هبوط الرحم بعد الولاده

يعتمد علاج هبوط الرحم بعد الولاده الطبيعية -أو بعد أي سبب كان- على مرحلة النزول كالتالي:

علاج المراحل الأولى من هبوط الرحم بعد الولادة

إن كانت المرأة لا تشعر بأعراض أو كان هبوط الرحم بعد الولادة مصحوبًا بأعراض بسيطة، فمن السهل علاجها من خلال اتباع النصائح التالية:

  1. ممارسة تمارين كيجل يوميًا وهي عبارة عن تمارين تساعد في تقوية عضلات الحوض.
  2. علاج الإمساك ومحاولة الوقاية من الإصابة به مجددًا.
  3. تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
  4. علاج الكحة المزمنة.
  5. محاولة خسارة الوزن الزائد والحفاظ على وزن الجسم المثالي.
  6. تناول هرمونات بديلة عند الوصول إلى سن اليأس.

كذلك يمكن علاج هبوط الرحم بعد الولاده إن كانت المشكلة في المرحلة الثالثة بطريقة علاجية تستعمل فرازج مهبلية (ما هي؟).

تُعرف الفرازج المهبلية بأنها أجهزة توضع في المهبل بهدف دعم الرحم وإبقائه في مكانه الصحيح في منطقة الحوض، ومن الضروري عند استعمال تلك الطريقة أن تتم تحت إشراف الطبيب حتى لا تسبب أي مشاكل للمرأة.

علاج هبوط الرحم بعد الولاده جراحيًا

إن كان أغلب الرحم بارزًا من المهبل فلا سبيل لإصلاح هذا الأمر إلا من خلال الجراحة.
تُجرى العملية الجراحية بطريقتين لكل منهما هدف، وهما كالتالي:

  • العملية الأولى: تهدف إلى إصلاح أنسجة وعضلات الحوض الضعيفة حتى يكتسب الرحم دعمًا يمكّنه من العودة إلى مكانه مرة أخرى.
  • العملية الثانية: تهدف إلى إزالة الرحم نهائيًا إن كان الهبوط شديدًا ولم تُفلح أي طريقة في علاجه.

أعرفي المزيد عن: عملية رفع الرحم

ماذا يحدث إن أهملتِ العلاج؟

لا شك أن هناك عواقب عديدة تصيب المراة إن لم تهتم بـ علاج هبوط الرحم بعد الولاده، من بينها:

  • نزول المهبل.
  • هبوط المثانة.
  • هبوط المستقيم.

بعض المضاعفات السابقة يمكن علاجها والبعض الآخر لا، فمثلًا: يمكن علاج نزول المهبل بعد الولادة عن طريق الاعتماد على التمارين الرياضية والفرازج المهبلية والجراحة في نهاية الأمر.

لهذا ينبغي أن تولي وسائل علاج هبوط الرحم بعد الولاده أهمية كبيرة وألا تهملي زيارة دكتور طارق العزيزي -استشاري أمراض النساء والتوليد- إن شعرتي بأي من الأعراض السابقة.